Webmail - login

     

 

 
 
 

التّلمذة للرَّبِّ يسوع المسيح

 

بقلم الاخت كلارا

 

 


لكلِّ مدرسة سياسات محدّدة واضحة يلتزم بها كلُّ من أراد الانضمام لها.
وكذلك الأمر بالنّسبة للانضمام والانتساب إلى مدرسة يسوع، فكلُّ من أراد أن يصبح تلميذًا له في مدرسته، عليه أن يلتزم بالشّروط والتّعليمات الّتي أوضحها السّيّد المسيح له كلّ المجد في النَّصِّ الإنجيليّ الّذي تناوله الأحد الثّالث عشر من زمن السّنة العادي وأهمها:-
أن يكون يسوع هو الأول والأفضل في حياتنا، فلا يتعارض حبُّنا وولاؤنا لعائلتنا وأهلنا وأبنائنا، مع محبته وأوّليّته واتّباعه، وهذا طبعًا لا يعني أن نكون سلبيين تجاههم، ولكن في ميزان الأفضليّة والإتّباع ترجح كفّة يسوع.
المنطق الّذي يُعلَّمُ في مدرسته هو منطق القلب وليس منطق العقل، لأنّ مادة الحساب ليست مفعّلة ، فلكي تربح عليك أن تخسر، ولكي تحيا عليك أن تموت.
الخسارة والموت هما الأساس في تعلّم الأبجديّة الرّوحيّة في هذه المدرسة. عليك أن تخسر الجري وراء المناصب والشّهرة وكل أنواع الرّفاهية الّتي تتعارض مع مباديء تلمذتك للرَّبِّ يسوع، وعليك أن تموت عن الأنانيّة وعن كلّ شيء يجعلك تعيش بعيدًا عنه، كالسلوكات الخاطئة، والعادات السيئة، واللاإنسانية في القرارات والمواقف.
أمّا بالنّسبة للأداة المُستخدَمة في هذه المدرسة والّتي ستعلّمك كيف تكون تلميذًا حقيقيًّا لمعلّمك الرّبّ يسوع المسيح فهي الصّليب.
الصّليب هو التّسليم لإرادة الله وقبولها حتى لو لم نفهمها. الصّليب هو الأداة الّتي تربط الأرض بالسّماء، ومن خلاله تمّ خلاصنا ، وقبولنا به سينجّينا من الغرق في الشّر والخطيئة والبعد عن الله.
هذه أوّل مرّةٍ يتحدّث فيها يسوع عن الصّليب ،وهي نبوءة لصلبه، وحمل الصّليب إشارة للألم واحتماله، وفي هذه الآية ينبّهنا السّيّد المسيح بأنّنا سنلقى آلامًا واضطهاداتٍ كثيرةً، وعلينا تحمّلها لأجله، لأنّ مَنْ يحمل الصّليب يملأه الله فرحًا على الأرض ( أعمال ٥: ٤٠ -٤١)ومجدًا في السماء ( رومة ٨ :١٧)ومعنى يحمل صليبه ليس بالضرورة أن يستشهد في سبيله، فقد لا يكون عصرنا عصر استشهاد، ولكن معنى ذلك أن نحتمل الألم والاضطهاد دون تذمّر.
إنّ تلمذتنا للرّبِّ يسوع قرار شخصيّ لا يعتمد على الإيمان الموروث ، بل على الإيمان الشّخصيّ والعلاقة الحرّة الّتي تجمعنا به. لنطلب منه يوميًّا أن يجعلنا أهلًا لأن نكون من تلاميذه المخلصين الحقيقيين في مدرسة حبّه وخلاصه.
 

 
 

 

HOME

العودة الى صفحة مقالات الاخت كلارا المعشر