Webmail - login

     

 

 
 
 

قلب فادينا الجريح

 

بقلم الاخت كلارا

 

 

 
 

اعتمدت ثقافتنا الإنسانيّة القلب كمصدر رئيس لجميع أنواع المشاعر والعواطف الّتي يعيشها الإنسان، وذلك انطلاقًا من الأهمية الكبرى الّتي تحظى بها هذه العضلة. فاستمراريّة الحياة البيولوجيّة مرتبطة بقوّتها ومقدرتها على ضخّ الدّم إلى مختلف أنحاء الجسم. ومن جهة أخرى استُخدم القلب كرمز للحبّ والحياة والعطاء، فإذا أراد شخص أن يعبّر عن محبته لآخر ، فإنّه يرسم قلبًا أو يُرسل له صورة قلب. لذلك ارتأت الكنيسة الكاثوليكيّة أن تحتفل بتكريم قلب يسوع الأقدس والّذي يُصادف في الجمعة الّتي تلي عيد جسد الرَّبِّ ودمه من كلّ عام، وتمّ تكريس أول جمعة من كلِّ شهر إكرامًا له.

هذا القلب الّذي طُعن بحربة لمّا كان الرَّبُّ يسوع المسيح معلّقًا على خشبة الصّليب يوم الجمعة العظيمة، وفاض دمًا وماء ، هذان السائلان اللذان سيكونان أساسًا لأهمِّ أسرار الكنيسة المقدّسة، فالدّم أساس سرّ الإفخارستيا ذلك الغذاء الروحي لجميع المؤمنين الّذي من خلاله نرتبط بالكرمة الحقيقيّة ؛ يسوع المسيح ونرتبط بإخوتنا المؤمنين لأننا نتغذى من الجسد الواحد ونشرب من الدّم الواحد. والماء الّذي يعدُّ الأساس في سرِّ المعموديّة فاتحة الأسرار، الّذي بنعمة الرّبّ يغسلنا من الخطيئة الأصليّة، لنصبح أبناء الله بالتّبني. لذلك لا نبالغ إذا قلنا أنّ الكنيسة وُلِدت من جنب يسوع المطعون.

لنكرّم ذلك القلب المُحب المطعون ونلجأ إليه عملًا بوصيته: " تعالوا إليّ أيها المرهقون والمثقلون وأنا أريحكم، احملوا نيري وتتلمذوا لي ، فإني وديع متواضع القلب..."

كل عام وأنتم إلى قلبه أقرب

 
 

 

HOME

العودة الى صفحة مقالات الاخت كلارا المعشر