Webmail - login

     

 

 
 
 

العهد الجديد؛ عهد الحبِّ

 

بقلم الاخت كلارا

 

 

 
 

العهد الجديد؛ عهد الحبِّ

إنّ سرَّ الإفخارستيا المقدّسة هو العهد الجديد، والعهد يختلف عن العقد والاتفاقيّة، لأنّ هذه الأخيرة تفترض التّساوي والتّكافؤ بين الطّرفين، فأنت تعطي وتدفع وبالمقابل تأخذ وتستلم بقيمة ما أعطيتَ ودفعت. أمّا في هذا العهد فلا يوجد تكافؤ أو تساوي بين الطّرفين ، فالعاطي لديه كلَّ شيء ليعطيه، والمُسْتَقْبِل يستقبل عطيّة العاطي دون أن يمنحه شيئًا بالمقابل.

وهذا العهد مبنيٌّ على كرم وسخاء العاطي.
الكتاب المقدّس يشهد على العديد من العهود الّتي قطعها الله تعالى مع شعبه: كالعهد الّذي قطعه الله مع نوح ( تك٦: ١٨) بأنّه سيحفظه هو وأهل بيته من دمار الطّوفان. ومع ابراهيم قطع الله عهدًا بأن يترك ابراهيم أرضه وعشيرته ويحفظ أوامر الرّب، وسيجعله أبًا لأمّة عظيمة. وكذلك قطع الله عهدًا مع موسى، إذ سلّمه الوصايا العشر على جبل سيناء ( خروج ٢٤) .

السّيّد المسيح له كلُّ المجد قطع معنا عهدًا جديدًا ، إنّه عهد الحبّ موقّع بدمه الّذي سفكه على الصّليب من أجل مغفرة خطايا العالم أجمع.


في سرِّ الإفخارستيّا نحن نأخذ كلَّ شيء ولا نعطي شيئًا.
إنّ هذا السّر هبة وعطيّة وهبها لنا الرّبُّ يسوع ،فاحرص أخي المؤمن على دوام تناول أعظم الأسرار المقدّسة على الاطلاق، لأنها أكبر قوّة في العالم تحفظك من حروب ابليس، وتنميك في معرفة الله، لأنّك في كلِّ تناول أنت تتحد بالمسيح ،ولكن عليك أن تتذكّر قول معلمنا بولس :" منْ أكل هذا الخبز أو شرب كأس الرّبِّ ،بدون استحقاق ،يكون مجرمًا في جسد الرّبِّ ودمه" (كورنتوس الأولى ١١: ٢٧).

ففي كلِّ مرة نحتفل بسرّ الافخارستيّا، إنّما نحتفل بعهد الحبِّ المجاني ،لذلك يا ليتنا نكون متيّقظين لجعل كلِّ احتفال افخارستيّ نشترك به وكأنّه أول احتفال، وآخر احتفال، والاحتفال الوحيد.

 
 

 

 

HOME

العودة الى صفحة مقالات الاخت كلارا المعشر