Webmail - login

     

 

 
 
 

واحد في ثلاثة أقانيم

 

بقلم الاخت كلارا

 

 

 
 

واحد في ثلاثة أقانيم

الله، كلمته، روحه

إنّ ما يميّز المسيحيّة هو إيمانها بسرِّ الثّالوث الأقدس،هذا السّر الّذي لا يستطيع عقل الإنسان المحدود أن يفهمه ويستوعبه. فكيف للمحدود أن يغلّف اللامحدود؟ كيف لحفرة صغيرة أن تتسع لمياه البحر كلّها؟ وكيف لآنية الخزف أن تدرك كينونة الخزّاف؟

منذ البدء وفِي أولى صفحات الكتاب المقدّس أوحى الله بذاته على أنّه واحد في ثلاثة أقانيم متميّزين: الآب وابنه وروحه القدّوس، واحد في الجوهر ومتميّز في الأقنوم، وهذا هو سرّ الله.
الآب خلقنا، وخلّصنا بكلمته الّذي تجسّد لما تمّ ملء الزّمان، ويقودنا بروحه لنكتشف مشيئته في أحداث حياتنا اليوميّة ونتمّمها فنصل إلى السّعادة المرجوّة.

إنّ سرَّ الثّالوث الأقدس الّذي نحتفل به اليوم هو سرّ الحبّ، إنّه سرّ الله بالذّات، وهو مصدر جميع الأسرار الإيمانيّة الأخرى، والنّور الّذي يضيئها.

إنّه سرُّ إيمانٍ وليس سرًّا من أسرار العلوم والطّبيعة، لذلك هو غير خاضع للدّراسة والبراهين في المختبرات العلميّة والمعادلات الرّياضيّة والاستنتاجات الفيزيائية. إنّه سرّ الخالق وما على المخلوق سوى أن يؤمن، فلو كانت جميع الأسرار الإيمانيّة خاضعة للعقل البشري وتحليلاته المحدودة لما سميّت بالأسرار فائقة الطّبيعة.
وختامًا أُوجز مفهوم الثّالوث بالإستناد الى الكتاب المقدّس:

*الآب
هو الرّبّ ،موجود في كلِّ مكان، وكلُّ ما للآب فهو للابن والعكس صحيح ،لأنّ الآب في الابن والابن في الآب
أنا والآب واحد ( يوحنّا ١٠ :٣٠)

*الابن
هو ضياء مجد الله وصورة جوهره
هو الكائن في صورة الله ،لم يعُدْ مساواته لله غنيمة يتمسّك بها ،بل أخلى نفسه آخدًا صورة عبد(فيلبي ٢ :٦ -٧)

*الرّوح القدس
هو الأقنوم الثّالث وهو روح الله،ويُستدلُّ على ألوهيته بالآية فمتى جاء روح الحقّ ،أرشدكم إلى الحقّ كله ،لأنّه لا يتكلّم بشيءٍ من عنده ،بل يتكلّم بما يسمع ويخبركم بما سيحدث ( يوحنّا ١٦ :١٣)
لنعش على مثال الثّالوث في الوحدة والمحبة المتبادلة ونطلب نعمة الإيمان الثّابت المتين : يا رب إنّي أؤمن فزدني إيمانًا.

 
 

 

 

HOME

العودة الى صفحة مقالات الاخت كلارا المعشر