Webmail - login

     

 

 
 
 

العنصرة: انطلاقة الكنيسة بقيادة الرّوح القدس

 

بقلم الاخت كلارا

 

 

 
 

العنصرة: انطلاقة الكنيسة بقيادة الرّوح القدس

وعدَ الرّبُّ يسوع المسيح تلاميذه بأنّه لن يتركهم يتامى، بل سيرسل لهم المؤيّد والمعزّي، وفي اليوم الخمسين تحقّق وعده، فبينما كان الرّسل مجتمعين في عليّة صهيون، حلّ عليهم الرّوح القدس على شكل ألسنة من نار.

والسّؤال المطروح ما هو دور الرّوح القدس؟

الرّوح القدس يحيينا، وينفخ فينا نسمة الحياة، ويُحيي ما ذبُل فينا، وبه نتحرّك ونوجد.

الرّوح القدس يقوّينا، إنّه يملأنا بالشّجاعة، ويجعل منّا أشخاصًا مقدامين، أحرارًا وغير هيّابين ، وهذا ما حدث حرفيًّا مع الرّسل المجتمعين في دار أُغلقت أبوابها خوفًا من اليهود، فحالما استقبلوا الرّوح القدس الّذي حلّ عليهم على شكل ألسنة من نار، تحوّلوا من صياديّ سمك خائفين إلى صياديّ بشر مقدامين أحرارًا، فما بدأه الرَّبُّ يسوع - ملكوت الله على الأرض- يجب أن يُنشَر في العالم كلّه، وها هم الرّسل أدواته سيقومون بذلك، ولكن عليهم أن يستقبلوا تلك الألسنة ليمتلئوا بالحكمة ويستطيعوا أن يشهدوا بما رأوا وسمعوا، فلا شيء الآن يستطيع أن يردّهم إلى الوراء.

الرّوح يجمّل ، ففي البدء لمّا خُلقت السّماء والأرض، كانت الأرض خاوية خالية وروح الرّبِّ يرفرف على وجه المياه، كان للرّوح مع الله الآب والكلمة الإبن دور في تنظيمها وتجميلها وتحويلها من فوضى عارمة إلى نظام كامل متناغم.

الرّوح القدس يوحّدنا، فبعد أن حلّ الرّوح على الرّسل، انطلق بطرس والرّسل للتبشير بالسّيد المسيح، وكان في القدس كثير من النّاس ينتمون إلى حضارات وثقافات مختلفة، وبالرّغم من تنوّع لغاتهم، استطاع الجميع أن يفهم ما كان يقوله القدّيس بطرس بلغته الخاصة. لغات متنوّعة ولكن قلوب متحدة وفهم مشترك.

العنصرة هي نقيض ما حدث في بابل في العهد القديم، هناك تبلبلت الألسنة وتفرّقت القلوب بسبب الكبرياء، أما العنصرة فقد جمّع الرّوح القدس الألسنة والقلوب لتّتحد في نشر البشرى السّارة.

هلمّ أيّها الرّوح القدس واملأ قلوب مؤمنيك ، أرشدنا وألهمنا لنتمّم إرادة الله الآب.

وبعيد العنصرة نختتم الزّمن الفصحي المبارك

 

 

HOME

العودة الى صفحة مقالات الاخت كلارا المعشر