Webmail - login

     

 

 
 
 

عيد الصّعود ... كل عام وأنتم بألف خير

 

بقلم الأخت كلارا المعشر

 

 

رحلة بلا أمتعة

بعد القيامة بأربعين يومًا صعد الرَّبُّ يسوع إلى السّماء.
وصعوده هو سرُّ رجاء وسعادة لكلِّ من يؤمن به، لأنّه حيث

يكون الرأس فهناك الأعضاء. فهو لم يتركنا، بل وعدنا بأن يبقى معنا إلى نهاية الدّهر. صعد ليُعدَّ لنا مكانًا، لنكون حيث هو يكون.
في هذه الحياة نعيش في وادٍ من الدّموع، ونتوق إلى ذلك اليوم الّذي نكون به مع الرَّب حيث لا وجع ولا حزن ولا دموع ولا ألم ولا موت.

إنّ احتفالنا بعيد صعود الرَّب يسوع إلى السّماء يعلّمنا أنّ وطننا الحقيقي ووجهتنا النهائية هي السّماء.

وعلينا ألّا ننسى أنّنا في هذه الأرض مسافرون وعابرون، و بما أننا في حالة سفر دائم، وجب التّخلص من الحمولة الزائدة والأمتعة وعدم إثقال كاهلنا واقتناء أشياء لا فائدة لها في وطننا السّماوي وغايتنا النهائيّة. فالرّحلة إلى السّماء رحلة بلا أمتعة، ولن نحمل معنا إلّا صلاة ودعاء الأشخاص الّذين أسهمنا في فكِّ كربهم، وشاركناهم في الخيرات الّتي منحنا إياها الله تعالى، وأصغينا لأنّاتهم، ولم نصمَّ أذاننا عن سماع صراخهم واستغاثتهم. لن نحمل معنا إلّا ثمار أعمال الرّحمة الرّوحيّة والجسديّة الّتي قمنا بها خلال حياتنا الأرضيّة.

أيّها الرَّب يسوع المسيح علّمنا أن نكون مستعدين للقائك، ولا نسمح لرغبة تملّك خيرات الأرض بأن تسيطر علينا فتعيقنا عن النّظر إلى السّماء والتّوق إلى السّكنى بها.
في عيد الصّعود كل عام وأنتم بألف خير أحبتي

 

 

 

 

 

HOME

العودة الى صفحة مقالات الاخت كلارا المعشر