أنا أحب القديس يوسف ومنذ أكثر من أربعين عاماً أنا أتلو
له صلاة وجدتها في كتاب فرنسي قديم يذكر عن القديس يوسف
بأنه يجعل من المستحيل ممكناً. إنه قوي جداً فهو لا يرفض
طلباً ويجب أن نستمد منه الشجاعة.
البابا فرنسيس في مقابلة عامة ٣٠ آب ٢٠١٨
يُظهر البابا فرنسيس منذ بداية حبريّته تكريماً كبيراً
للقديس يوسف وأراد أن يحمل شعاره زنبقة مار يوسف، وتتويجاً
لكل ذلك أعلن منذ أيام سنة خاصة حتى الثامن من ديسمبر ٢٠٢١
مكرسة للأب الأرضي ليسوع المسيح، ومن بعض أقواله عنه:
لقد كان يوسف رجل إيمان ولذلك كان باراً. ليس فقط لأنّه
كان يؤمن وإنما لأنّه كان يعيش هذا الإيمان أيضاً. كان رجل
باراً، وقد اختاره الله ليربي إنساناً كان إنسان حقاً وإله
حق. لقد اختار الرب لهذه المهمة رجلاً باراً ورجل إيمان،
رجل قادر على أن يكون إنساناً وإنما قادر أيضاً على التحدث
مع الله والدخول في سرِّ الله.
لقد أطاع القديس يوسف الملاك الذي تراءى له في الحلم وأخذ
إلى بيته مريم التي كانت حبلى من الروح القدس، لقد كان
رجلاً صامتاً ومطيعاً، رجل حمل على عاتقه وعود النسل
والوراثة والأبوّة والبنوّة والثبات. لقد كان هذا الرجل
الحالم قادراً على قبول هذه المهمّة الثقيلة. لقد أخذ وعد
الله وحمله قُدماً بقوة لأنّ هذه كانت مشيئة الله
إنه الرجل الذي لا يتكلّم ولكنه يطيع، هو رجل
الحنان والرجل القادر على أن يحمل الوعود لكي تصبح ثابتة
وأكيدة، إنه الرجل الذي يضمن ثبات ملكوت الله وأبوّة الله
وبنوّتنا كأبناء لله.
يطيب لي أن أتأمّل بيوسف كحارس الضعف وكحارس ضعفنا، هو
قادر على استخراج العديد من الأمور الجميلة من ضعفنا
وخطايانا. يوسف هو حارس الضعف لكي يصبح ثابتاً في الإيمان،
وهذه المهمّة قد نالها في الحلم: إنه رجل قادر على الحلم،
وبالتالي هو أيضاً حارس حلم الله: وحلم الله هو أن يخلصنا
جميعاً، إنه حلم الفداء، والله كشفه له.
عظيم هذا النجار! صامت، يعمل ويحرس يحمل الضعف ويسير به
قدماً وهو قادر على الحلم، وبالتالي هو شخصيّة تحمل رسالة
للجميع أريد أن أطلب من القديس
يوسف أن يعطينا جميعاً القدرة على أن نحلم لأننا عندما
نحلم بالأمور العظيمة والجميلة نقترب من حلم الله والأمور
التي حلم بها الله لنا. وليعطِ الشباب أيضاً القدرة كي
يحلموا ويخاطروا في قبول المهام الصعبة التي يرونها في
أحلامهم، وليمنحنا جميعاً الأمانة التي تنمو غالباً في
موقف البرارة والصلاح، فهو كان باراً، وتنمو في الصمت، وهو
كان قليل الكلام، وتنمو في الحنان القادر على حراسة ضعفنا
وضعف الآخرين، وهو كان الحارس الأمين.
يوسف كان بالنسبة ليسوع مثالاً ومعلماً في الحكمة التي
تتغذى من كلمة الله. يمكننا أن نفكر كيف ربّى يوسف يسوع
على الإستماع للكتابات المقدسة، لاسيما من خلال مرافقته
يوم السبت إلى المجمع في الناصرة. وكان يفعل ذلك ليتمكن
يسوع من الإصغاء لكلمة الله.
يوسف كان يعلم جيداً أن يسوع حُبل به من الروح القدس ومن
هذا المنطلق، تصرف القديس يوسف بالتعاون مع الروح القدس
ليساعد يسوع على النمو في النعمة، وهذه التربية هي التربية
على الإيمان والصلاة والعبادة وقبول مشيئة الله ومخططه.
وفيما يتعلق ببعد النعمة، ربّى القديس يوسف يسوع من خلال
مثاله أيضاً لأنه كان رجلاً باراً ترك إيمانه يقوده على
الدوام وكان يعلم جيداً أن الخلاص لا يأتي من احترام
الشريعة، إنما من نعمة الله ومحبته وأمانته.
في مدرسة القديس يوسف النجّار في الناصرة، لا نتعلّم أن
نضع يسوع المسيح في المكانة الأولى في حياتنا فحسب، بل أن
نجد في الفقراء والمحتاجين يسوع بذاته، من خلال تبنّي
أسلوب يوسف الواضح في الخدمة المتواضعة والفاعلة.
فضلاً عن الأوقات السعيدة التي عاشها مع العائلة المقدّسة،
اضطرّ القديس يوسف أن يلجأ إلى مصر ويواجه ظروف اللجوء
المأساوية.
من خلال تذكّر طفولة يسوع في صلاتنا اليومية، نسأل حارس
الفادي:
ساعدنا، كي تنمو فينا، نحن أبناؤك، هذه المحبّة التي
تدفعنا إلى محبة كل الناس كإخوتنا.
آمين
|