Webmail - login

     

 

 
 

تكريم والدة الاله

 

 

السلامُ عليكِ، أيّتها الملكة، أمّ الرحمةِ والرأفة. السلام عليك، يا حياتَنا ولذّتنا ورجاءنا. إليك نصرخ نحن المنفيين أولادُ حوّاء. ونتنهّدُ نحوكِ نائحين وباكين في هذا الوادي، وادي الدموع. فأصغي إلينا، يا شفيعتنا، وانعطفي بنظرك الرؤوف نحونا. وأرينا بعد هذا المنفى يسوع، ثمرةَ بطنكِ المباركة. يا شفوقة. يا رؤوفة. يا مريم البتول الحلوة اللذيذة.

أُذكُري، يا مريمُ العذراء الحنون، أنه لم يُسمع قط أنّ أحداً التجأ إلى حمايتِك وطلب معونتَك وعاد مخذولاً. فأنا، مدفوعٌ بهذه الثقة، التجىء إليك، أيتها الأم، عذراءَ العذارى وانطرح على قدميكِ أنا الخاطي المسكين، متنهّداً. فلا ترزلي تضرُّعاتي، يا أمَّ الكلمة الإلهية، بل استمعيها واقتليها بحنوٍ. آمين
 

 

السلامُ عليكِ، يا زنبقَ الثالوثِ البهيّ، السلامُ عليكِ، يا صورةَ بهائه النقي، السلامُ عليكِ، يا وردةً زهيّة نشرت عِطرَ السماوات الذكيّ، السلامُ عليكِ، يا بتولاً لا شبيه لها، يا من شاء مَلِكُ المجد أن يُولَد منها ويغتذيَ بلبنها. أحيي نفوسنا يا أمّ الحياة واسكبي عليها سوابغ النِعَمْ، يا بتولاً مملوءة من كلّ نعمة. آمين.
 

أيتها البتول مريم المثلثة الطوبى والكليّة الحلاوة والممتلئة من المراحم، إنّي أسلّم ذاتي إلى رأفتِكِ مستودعاً نفسي وجسدي وأفكاري واعمالي وحياتي وموتي. فأعينيني، يا سيدتـي، وقوّيني ضدّ وثبات الشياطين وتجاربهم. وإستمدّي ليَ الحبَّ الحقيقيّ الكامل الذي به احب من كلّ قلبي إبنَكِ الحبيب يسوع المسيح سيّدي، وبعــدَ حبّـي لـهُ أحبّ كِ انتِ يا سلطانتي فوقَ الأشياءِ كلّهـا. فإجعليني يا أمّي بشفاعتِكِ الكليّة الإقتدار ان اثبُتَ في هذه المحبّة حتى، إذ يفصلُني الموت من هذه الحياة، تقودي انتِ نفسي إلى الفردوس السماوي. آميـن.

 

السلام عليك يا مريم، يا امراة فقيرة متواضعة. باركها الربّ العليّ! يا عذراء الرجاء ونبوءة الأزمنة الجديدة نحن نتلو جميعنا نشيد التعظيم الذي تلوتِه لنمجّد عطايا الربّ ونبشّر بمجيء الملكوت وبالتحرير التام للإنسان. السلام عليك يا مريم، خادمة الربّ المتواضعة وأمّ المسيح الممجَّدة. أيتها العذراء الصادقة في خضوعها لتكون مسكنًا للكلمة المتجسد. علمينا المواظبة على سماع إنجيل الخلاص والخضوع لإرشادات الروح القدس، وأنيري عقولنا لنستخلص ما يريده منا، بتدخله في أحداث تاريخنا. آمين.

 

ايتها العذراء مريم، ام المحبة الجميلة، الام التي لم تترك يوما ً ولدا ً يصرخ مستنجدا ً، والام التي تعمل يداها دون توقف من اجل اولادها المحبوبين، لان الحب الإلهي هو الذي يدفعها، وتفيض من قلبها الرحمة اللامتناهية، اميلي بنظرك المليء بالشفقة إلي َّ. انظري الى رزمة "العقد" التي تخنق حياتي. انك تعرفين يأسي وألمي، وتعرفين كم تعيقني هذه العـُقد.
يا مريم، الام التي كلـّفها الله بفك "عـُقد" حياة اولادها، إني أضع شريطة حياتي بين يديك.

لا أحد، حتى المحتال، يمكنه ان يطرح شريطة حياتي بعيدا ً عن مساعدتك الرحومة. بين يديك، لا توجد عُقدة واحدة لا يمكن فكـّها.
ايتها الام الكلية القدرة، بنعمتك وقوّة شفاعتك لدى ابنك يسوع، محرري، اقبلي اليوم هذه العقدة (سمي العقد). لمجد الله، اطلب اليك فكّها، وفكّها الى الابد. فيك اضع رجائي.
انت المعزية الوحيدة التي اعطاني اياها الله. انت قلعة لقواي الضعيفة، وغنى لأوهاني، وخلاص لكل ما يمنعني من أن اكون مع المسيح. إقبلي دعائي، احفظيني، أرشديني، إحميني، انت ملجأي الأكيد. أمين.

 

 

إن حياة العذراء مريم هي تسبيح في حد ذاتها.. صمتها واتضاعها، طهارتها ونقاوتها، احتمالها وخضوعها. إن العذراء نفسها تسبحة كانت تمشي على الأرض، والآن في السماء.

وعندما فتحت هذه العروس الطهور فاها المبارك المقدس المملوء نعمة، كانت
الكلمات الخارجة من فمها هي تسابيح غنية وعميقة تدل على روحها النسكية
الأصيلة، وتدل أيضًا على شبعها بكلام الله. فتسبحتها الواردة في إنجيل
معلمنا لوقا البشير تتشابه كثيرًا مع تسبحة القديسة حنة أم صموئيل، والتي
وردت في (1صم1:2-10).

عندما أدركت العذراء أنها صارت أم الله "أم ربي" (لو43:1)، لم تتكبر ولم تنتفخ.. بل بالعكس حولت
المجد والتعظيم لله "تعظم نفسي الرب" (لو46:1)، فالرب وحده هو الجدير
بالتعظيم والرفعة. ونحن في كل مرة نرفع تمجيدًا أو مديحًا لأمنا العذراء الطاهرة.. نراها
أيضًا تحول هذا المجد إلى الله ابنها ومخلصها وإلهها قائلة: "تعظم نفسي
الرب، وتبتهج روحي بالله مخلصي" (لو46:1-47). لم تفتخر روحها بذاتها،
ووضعها الجديد كملكة وأم للملك وأم لله، ولكنها ابتهجت بالله مخلصها.

لقد كانت العذراء مشغولة
بالله وليس بنفسها، مثلما قالت حنة: "فرح قلبي بالرب. ارتفع قرني بالرب"
(1صم1:2). هذه هي النفوس القديسة البارة المنشغلة بالله، وليس بذواتها
البشرية.. ليتنا نتعلم هذا الدرس.

كذلك لم تنس العذراء مريم
أنها أمة الرب.. "هوذا أنا أمة الرب. ليكن لي كقولك" (لو38:1)، "لأنه نظر
إلى اتضاع (مذلة) أمته" (لو48:1).

ونحن يجب أن نتعلم أيضًا من هذه الأم القديسة الطاهرة ألا ترتفع قلوبنا،
بل ندرك دائمًا أننا "عبيدٌ بطالون" (لو10:17).. مهما عملنا من البر،
ومهما وصلنا إلى مراتب روحية، أو كنسية، أو في العالم.. فالمسيح دائمًا
ممجد في عبيده المتضعين فقط.

بروح النبوة تنبأت القديسة العذراء
مريم عما سيحدث في الكنائس في كل العالم، وفي كل الأجيال من
جهة تطويبها وتمجيدها ومديحها: "فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني"
(لو48:1).

 

 

نحن بالحق نطوبك يا أم النور الحقيقي، لأنك صرت أهلاً لأن تحملي بين يديك
الجالس على مركبة الشاروبيم، ومن تسجد له الملائكة وكل الخليقة.. فأنت
بالحقيقة تستحقي كل إكرام وتمجيد وتعظيم يا أم الله بالحقيقة.

وفي ملء الاتضاع العطر تفهم العذراء القديسة أن ما نالته من نعمة هو من إحسانات القدير ورحمته.
نحن نقول عنها إنها تستحق كل كرامة، وهي تقول عن نفسها إن ما نالته من
كرامة كان إحسانًا ورحمة من القدير "لأن القدير صنع بي عظائم، واسمه
قدوسٌ، ورحمته إلى جيل الأجيال للذين يتقونه" (لو49:1-50).

هذه هي الروح المتضعة الحقيقية التي يقبلها الله، ويفرح بها.. "ليمدحك
الغريب لا فمك" (أم2:27). وانطلقت العذراء القديسة مريم تسبح
الله على صنيعه المجيد مع شعبه:

 "صنع قوةً بذراعه. شتت المستكبرين بفكر قلوبهم. أنزل الأعزاء عن الكراسي
ورفع المتضعين. أشبع الجياع خيراتٍ وصرف الأغنياء فارغين. عضد إسرائيل
فتاه ليذكر رحمةً، كما كلم آباءنا. لإبراهيم ونسله إلى الأبد"
(لو51:1-55).

إنه هو الذي صنع القوة بتجسده، وغلبته للشيطان والخطية والموت، وهو الذي
"يميت ويحيي. يهبط إلى الهاوية ويصعد. الرب يفقر ويغني. يضع ويرفع. يقيم
المسكين من التراب. يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع الشرفاء ويملكهم
كرسي المجد" (1صم6:2-8).

 

 
 

التعمق في معرفة مريم

يعني التعمق بشكل أكبر في معرفة المسيح، والكنيسة والإنسان"

اللاهوتي بيريلا: "يجب على تعليم الماريولوجيا أن يسهم في تمييز التكريم الصحيح لمريم من التكريم الخاطئ"

"لقد أحرز تعليم الماريولوجيا في المراكز الأكاديمية الكنسية في السنوات العشرين الأخيرة كمًا ونوعيةً". هذا ما صرح به الأستاذ الأب سالفاتوري بيريلا من كلية الماريانوم اللاهوتية الحبرية في روما، معربًا عن تفاؤله بشأن هذه العالمة الواعدة للمستقبل.

ففي مقالة صدرت لأستاذ اللاهوت المريمي المعاصر في جريدة الفاتيكان شبه الرسمية "الأوسرفاتوري رومانو"، تحدث بيريلا عن نتائج المؤتمر الذي عقد مؤخرًا في جامعة الأنطونيانوم الحبربة بمبادرة من الأكاديمية الحبرية المريمية العالمية، وكلية الماريانوم اللاهوتية الحبرية حول وثيقة مجمع التربية الكاثوليكية "العذراء مريم في التنشئة الفكرية والروحية" في عام 1988، بعد سنة على صدور الرسالة العامة "أم الفادي" للبابا يوحنا بولس الثاني.

الماريولوجيا: اختصاص لاهوتي علائقي بامتياز

صرح بيريلا في مقالته بأنه "خلافًا لما كان يجري في الماضي، لا يمكن فصل الماريولوجيا (اللاهوت المريمي) كاختصاص لاهوتي عن سائر العلوم اللاهوتية. فالتعمق في معرفة مريم يعني التعمق بشكل أعمق في معرفة المسيح والكنيسة والإنسان. وبدورها، الحقيقة بشأن المسيح، الكنيسة والإنسان تنير الحقيقة بشأن مريم".

"وعليه فإن الماريولوجيا التي تتم صياغتها وتلقينها بحسب معاير علمية وبحس نحو الاختصاصات المتعددة، تشكل إسهامًا هامًا في البحث اللاهوتي".

وشرح بيريلا بأن الماريولوجيا ليست "اختصاصًا مستقلاً أو منغزلاً، بل هي اختصاص لاهوتي علائقي بامتياز. فكما أن مريم، في واقع النعمة والطبيعة هي امرأة علاقة وحوار، كذلك يمكن اعتبار الماريولوجيا كـ "اختصاص التلاقي"، وكنقطة لقاء الاختصاصات اللاهوتية المختلفة: الكريستولوجيا، والبنوماتولوجيا (لاهوت الروح القدس)، والإكليزيولوجيا (لاهوت الكنيسة)، ولاهوت الثالوث الأقدس، والأنتروبولوجيا، والليتورجيا، والاسكاتولوجيا (الأخيريات)، والمسكونية...

وبالتالي فاللاهوت المريمي هو "فسحة خلاصة" لاهوتية، وذلك لأن التأمل بدور وشخصية مريم، ومعنى العذراء في إطار الإيمان، وفي احتفال الإيمان وفي حياة الإيمان يرتبط بالضرورة بمواضيع المسيحية الكبرى.

من هنا، أشارت وثيقة مجمع التربية الكاثوليكية إلى أهمية تعليم الماريولوجيا بالقول: "نظرًا لأهمية شخصية العذراء في تاريخ الخلاص وفي حياة شعب الله، وبعد توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني والأحبار الأعظمين، لا يمكننا التفكير إطلاقًا بتجاهل تعليم الماريولوجيا اليوم: لذا يجب أن تعطى له المكانة المناسبة في الإكليريكيات وفي الكليات اللاهوتية" (عدد 27).

وشرح بيريلا أن هذه التوصية تتطلب إعداد الطلاب في اللاهوت المريمي عبر تقديم "كل خطوط التواصل في أبعاد شخصية ودور ومعنى أم يسوع، من خلال الربط مع الاختصاصات اللاهوتية في إطار التعليم المجمعي حول تسلسل الحقائق الهرمي".

عنصر أساسي في سر الفداء

وذكر اللاهوتي بأن "مريم الناصرية ليست عنصرًا هامشيًا في الإيمان المسيحي، بل هي أمة الرب المتواضعة التي يتركز ويتلخص ويتردد فيها صدى السر (راجع نور الأمم، 65). ولذا فعلى التعليم بشأن مريم أن يكون "كاملاً"، أي "يجب أن يتم اعتبار مريم في علاقتها الفريدة مع سر الآب والابن والروح القدس، والكنيسة، والرجل والمرأة، والكون".

كما وحذر بيريلا أن اعتبار الماريولوجيا من وجهة نظر تتمحور حول مريم وحدها هو "تشويه لأيقونة مريم البيبلية، اللاهوتية والرمزية، الأمر الذي يؤثر سلبًا على الممارسة الرعوية والمسكونية".

وخلص بيريلا إلى القول بأن تنشئة التلاميذ في الماريولوجيا يجب أن تسهم في إغنائهم "بالمعارف الكاملة والدقيقة لتعليم الكنيسة بشأن العذراء مريم، الأمر الذي يسمح لهم أن يميزوا بين التكريم الصحيح وغير الصحيح لمريم، والعقيدة الأصيلة وشواذاتها من إسراف ونقص؛ وبشكل خاص يفتح لهم باب التأمل وفهم الجمال البديع المشع من أم المسيح؛ وتغذية حب أصيل نحو أم المخلص وأم العالمين يتجلى في أشكال أصيلة من التكريم ويترجم في الاقتداء بفضائلها، وخصوصًا في التزام ثابت بالعيش بحسب وصايا الله".
 

 

 
 

HOME