Webmail - login

     

 

  HOME
 

 
 

المبتدئة الناذرة وبجوار مهد المسيح

 

 

دخلت سلطانة دير الإبتداء وهو مكان الاستعداد للدخول في الحياة الرهبانية. وفي عشية استقبالها العام السابع عشر من عمرها عام 1860 لبست الثوب الرهباني وعرفت باسم الأخت ألفونسين على حسب العادة المتبعة عند الرهبانيات في تغيير الاسم عند ارتداء الثوب الرهباني. ومرَّ زمن الإبتداء والاختبار بسرعة كما يمر طيف الأحلام السعيدة. وحانت الساعة لتلتزم الأخت ألفونسين فأقبلت على اعتناق النذور الثلاثة، الفقر والعفة والطاعة بين يدي غبطة البطريرك فاليرغا على جبل الجلجلة. ولبست على صدرها الصليب علامة على تكريس ذاتها للمسيح. ولم تهجر هذا الشعار حتى آخر لحظة من حياتها، متخذة من المسيح الذي قال " إذا شاء أحد أن يتبعني فليحمل صليبه كل يوم " ( لوقا 23: 9)

بعد أن نذرت الأخت ماري ألفونسين نذورها الأولى وكل إليها، نظراً لمعرفتها باللغة العربية، مهمة التعليم الديني في جميع صفوف المدرسة  في القدس. وكانت  موهوبة  بطلاقة  لسانها حين تتحدث عن الله. وكان لا بد لكل من ينطر إليها وهي تصلي أو يستمع إليها وهي تتحدث عن العذراء من أن يقع تحت تأثيرها. فلا يمل الإصغاء إليها.

وقد أفلحت في إنشاء أخوية بنات مريم اختارتهن من صفوة طالبات المدرسة، وقدمتهن إلى كاهن الرعية. فسُرَّ بالمشروع. وأطلق على الفرقة اسم: أخوية الحبل بلا دنس. ونجحت نجاحا باهراً. مما دفعها إلى تأسيس أخوية أخرى للأمهات المسيحيات. الأمر الذي دفع كاهن الرعية إلى أن يعينها هي نفسها مرشدة روحية  للفرقة لما تتمتع به من حماس متقد وغيرة رسولية. وما زالت هاتان الفرقتان مزدهرتين إلى يومنا هذا. ولا نقدر أن نحصي الأعمال الخيرية التي قامت بها في المدينة المقدسة.

وبينما كانت الأخت ماري ألفونسين دائبة على عملها بهمة لا تعرف الكلل، جاءها الأمر بالانتقال إلى بيت لحم للقيام بالمهمة ذاتها. فانصاعت للأمر بحب لتعيش بجوار مهد المسيح. وحين وصلت إلى بيت لحم لم تكن حالة المكان تختلف عما سبق. فقد كانت رعية بيت لحم تفوق رعية القدس أهمية. وكان لها مدرسة مزدهرة. وكما كان متوقعاً من الراهبة الفاضلة، فإن غيرتها المعتادة كانت سوف تعطي النتائج المرجوة. لذا فقد أسست هناك فرقا كثيرة للفتيات والأمهات لأخوية بنات مريم، على غرار ما فعلت في القدس.

 

 

 

 

HOME