الرئيسية

 

رجاء وبشارة جديدة من قلب الألم

 
 



عيد البشارة هو عيد بشرى الحياة بتجسّد الإله المخلّص في قلب بشريّة مقيّدة بسلاسل الضعف والخطيئة. هي بشرى من "فيه كانت الحياة والحياة نور الناس، والنور يشرق في الظلمات ولم تدركه الظلمات." (يو 1: 4- 5). وقد بلغت أفراح هذه البشرى بالرّجاء والحياة، عشيّة عيد البشارة، رهبانيّة الورديّة المتّحدة روحيًّا، من كافة مناطق انتشارها، مع الأخوات في دير بيت حنينا، لاستقبال نعمة الله وبشارته بدعوة جديدة تنضمّ الى صفوف التنشئة الأولى قائلةً، مع أمّنا مريم العذراء عشيّة ذكرى بشارتها: "ها أنا أمة الربّ، فليكن لي بحسب قولك".

جرت العادة سنويًّا، منذ إعلان تقديس الأم ماري الفونسين، مؤسّسة رهبانية الورديّة، بأن يتمّ الاحتفال عشيّة عيد البشارة، الّذي يتوافق مع تاريخ وفاة الأم القدّيسة، بدخول الفتيات الراغبات مرحلة الطلب في الرّهبانيّة، وهي المرحلة الأولى من التكوين والتنشئة الرّهبانيّة، وذلك بلبس الأيقونة المقدّسة، رمزًا للتكرّس لأمّنا مريم العذراء وطلب معونتها ومرافقتها لمسيرة من اختارتها لتكون من عداد بناتها في الورديّة.

هذه السنة، حالت الظروف دون إقامة احتفال كبير عند ضريح القدّيسة في ماميلا، ودون مشاركة الأخوات راهبات الورديّة في المنطقة بحضورهنّ، إلا أنّ الجماعة الرهبانية في دير بيت حنينا-حيث دار الطلب والابتداء-، وعلى رأسها الأم اينيس اليعقوب النائبة العامة ورئيسة الدير، اجتمعت للقدّاس الإلهي عشيّة العيد، مشتركة روحيًّا مع العالم أجمع بطلب شفاعة الأم العذراء والقديسة ماري الفونسين ليزيل الله ظلمة الوباء عن أبنائه ويعيد نور الحياة والأمان للبشريّة قاطبة. وخلال الاحتفال الّذي ترأسه قدس الأب الياس تبّان، عمّت فرحة الرّجاء بالحياة للرّهبانيّة وللكنيسة، بتقدمة الطالبة ناجلين ناصر البنّاء، من العراق، ذاتها لله بين يديّ الأم العذراء في الخطوة الأولى من مسيرة التكرّس بلبس الأيقونة المقدّسة ودخول مرحلة الطلب رسميًّا.

الشكر لله الّذي يجدّد دومًا بشارته بالفرح والحياة ويعمل لإظهار خلاصه لأبنائه مهما صعبت الظروف وعصفت الأزمات، وهنيئًا لرهبانيّة الورديّة بباكورة الدعوات من العراق في صفوفها، ثبّت الله أختنا ناجلين وبارك مسيرة تكرّسها، وأغدق على كنيسته بدعوات سخيّة عملةً صالحين لحصاده الوفير.

مع المباركة القلبية لعائلة أختنا ناجلين، هذه العائلة الكريمة التي تقدّم اليوم الدعوة الرابعة من ابنائها لخدمة الكنيسة في الحياة الرهبانية، بعد الأخت نارمين من الراهبات الفرنسيسكانيات، الأب نيروان من الرهبان الفرنسيسكان والأب نويران من الرهبان الدومنيكان.