سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

عيد تقدمة الرب إلى الهيكل واليوم العالمي للحياة المكرسة

 


"ولـما حان يوم طهورهما (أبوي يسوع) بحسب شريعة موسى، صعدا به إلى أورشليم ليقدماه للرب..." (لو٢: ٢٢)
عندما بلغَ عمرُ الرب يسوع أربعين يومًا، حمله والداه وجاءا به إلى الهيكل ليقدّماه للرب، وبهذا يكونا قد استبقا ما سيفعله الرب يسوع نفسه ليلة العشاء الأخير، إذ سيقدّم ذاته ذبيحة عن البشرية جمعاء.

عيد التقدمة هو لقاء يجمع بين جيلين: جيل الشيوخ الذي يتّسمُ بالحكمة والخبرة الروحيّة; سمعان وحنة النبيّة، وجيل الشبيبة الذي يتّسمُ بالبحث عن إرادة الله، واتمام وصاياه بفرح، أما محور هذا اللقاء ومركزه فهو يسوع المسيح نفسه، الذي قُدِّم للرب منذ الصغر، لأنه أتى إلى هذا العالم ليعمل مشيئة الأب السماوي.

في هذا العيد يحتفل المكرسون في العالم أجمع بذكرى تكرّسهم وتقدمة ذواتهم لخدمة الرب وكنيسته، وأهم ما يميّز حياة التكرّس هذه، نجد جذوره في نصِّ تقدمة يسوع إلى الهيكل:

يختارُ المكرّس أن يقدّم ذاته إلى الربِّ، وأن يكون السيد المسيح مركز حياته ومحورها.
يتخلّى المكرّس بملء إرادته عن الأمور الدنيوية التي قد تعيق مسيرة نموه الروحي وتشغله عنها، فالمكرّس يسعى دومًا ليصل إلى الحرية الحقيقية من خلال مبدأ التّجرد الذي يتبناه. والتّجرد هو ألّا يرتبط بمكان أو شخص أو وظيفة أو مال أو أي شيء قد يقيّده ويجعله أسيرًا له.

كسمعان الشيخ، يُصغي المكرّس إلى إلهامات الروح القدس، ويسمح للروح أن يقوده إلى حيث يريد، وكحنّة النبيّة، يمضي المكرّس وقتًا في الصوم والصلاة ليكون على صلة بالله وليعتاد قلبه ولسانه على اللهج بتسبيح الله وتمجيده.

كمريم العذراء، يقبل المكرّس سيف الحزن الذي سيطعن قلبه، فكلما حاول الشخص أن يتقرّب من الله، كلما كثُرت عليه التجارب والمحن، فليست الحياة المكرّسة كما يظنّها البعض، حياة راحة واستجمام، ولكن قبول المكرّس للألم والشدائد والصعوبات يجعلها حياة مليئة بالفرح والقداسة.

قد يعيش في الجماعة المكرّسة الواحدة عدّة أجيال ، شيوخ طاعنون في السن; على مثال سمعان وحنّة، وشباب على مثال القديسة مريم العذراء والقديس يوسف البار، فإذا كان يسوع هو المركز، سيلتقي الجيلان، ويعرف الجيل الجديد كيف يكتسب الحكمة والخبرة من القديم، وسيعرف القديم كيف يقبل كل ما هو جديد، بعيدًا عن صراع الأجيال.

ما زالت الحياة المكرّسة ترسمُ علامةَ استفهام لكثيرين، والسؤال الذي يُطرح دائمًا... لماذا؟

لماذا يترك هذا الشاب وهذه الفتاة هذه الحياة ويدفنون ذواتهم في الدير،؟ أليس لديهم مال لكي يعيشوا حياة كريمة في بيوتهم، أم أنهم هاربون من مواجهة أزمات عصفتْ بهم، أم... أم.... أم... تفسيرات وتحليلات كثيرة ينشغلون بها. والجواب بالنسبة لنا هو : ألا يستحق الرب يسوع أن نترك هذا العالم بكل ما فيه من أجله؟ وأن نعلن مع القديس بولس الرسول: " لقد أعددنا كل شيء نُفاية من أجل الربح الأعظم، ألا وهو سيدنا يسوع المسيح؟".

كل عام وجميع المكرسين بألف خير.

 
الأخت كلارا المعشر / الأردن