سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

مَن أراد أن يجد الراحة الحقيقيّة لنفسه فليتعلّم التواضع!

 


مَن أراد أن يجد الراحة الحقيقيّة لنفسه فليتعلّم التواضع! عساه يرى أنّ كلّ الفرح فيه موجود، وكلّ المجد وكلّ الراحة، كما أنّ في الكبرياء يوجد العكس تمامًا. وكيف أتت في الواقع كلّ مصائبنا؟ لماذا وقعنا في هذا الأسى؟ أليس بسبب كبريائنا؟ بسبب حماقتنا؟ أليس لأنّنا تبعنا غايتنا السيّئة ولأنّنا تعلّقنا في مرارة إرادتنا؟ ولكن لماذا هذا؟ ألم يُخلَق الإنسان في كمال الرفاهيّة والفرح والرَّاحة والمجد؟ ألم يكن في الفردوس؟ لقد قيل له: لا تفعل هذا، وفعله. أترون الكبرياء والغطرسة والعصيان؟ قال الله لدى رؤية هذه الجسارة: "الإنسان مجنون، لا يعرف أن يكون سعيدًا. إذا لم يمرّ بأيّامٍ سيّئة، سيخسر ذاته بالتمام. إذا لم يتعلّم ما هو الحزن، لن يعرف معنى الراحة". إذًا فقد أعطاه الله ما استحقّه، بِطَرده من الفردوس...

لكنّ طيبة الله، كما أكرّر غالبًا، لم تترك خليقتها، بل تنعطف نحوها من جديد وتذكّرها: "تَعالَوا إِلَيَّ جَميعًا، أَيُّها ٱلمُرهَقونَ ٱلمُثقَلون، وَأَنا أُريحُكُم". ممّا يعني: ها أنتم متعبون، ها أنتم تعساء، ها قد اختبرتم شرّ عصيانكم. فهيّا، توبوا أخيرًا، هيّا اعترفوا بِعَجزِكم وخجلكم، لكي تعودوا إلى راحتكم وإلى مجدكم. هيّا، عيشوا في التواضع، أنتم الّذين كنتم أمواتًا بسبب الكبرياء. "وَتَتَلمَذوا لي، فَإِنّي وَديعٌ مُتَواضِعُ ٱلقَلب، تَجِدوا ٱلرّاحَةَ لِنُفوسِكُم".