سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

أغرفوا من قلب يسوع غذاءً للحياة الروحية

 


تعالوا إليَّ أيُّها المرهقون المثقلون، وأنا أُريحكم، إحملوا نيري وتتلمذوا لي، لأني وديعٌ ومتواضع القلب، فتجدوا راحةً لنفوسكم. لأنّ نيري لطيف، وحملي خفيف – متى 11 / 28-3- إنّها كلمات المعلّم الإلهي موجّهةً إلى كُل نفسٍ ترزحُ تحتَ نير هموم الحياة ومأساة العمر، والمشاكل اليوميَّة، كي تأتي إلى ذلك القلب الرّحيم لتنهل كنوز الرّحمة والحنان. أيَّ شخص أو عائلة أو جماعة، ليس لديهم همٌّ أو مشكلةٌ في هذه الحياة؟ لسنا ملائكةً ولسنا حجارةً، لأنّنا بشرٌ نحمل في ذواتنا الضّعف الإنسانيّ، وشوكة الموت مزروعةٌ في ورود حياتنا. لكنّه هو، أي يسوع، إلهنا المتجسّد صار مثلنا، وتبنّى ضعفنا البشريّ وحمل عاهاتنا وآلامنا، لا لكي يُلغي الألم والموت، بل ليُعطي للألم معنىً ويجعل الموت حياة. هذا هو حبّ الله اللامحدود الذي أرسل ابنه إلينا ليُعطينا الحياة وتكون لنا بوفرة. سرّ الحبّ هذا نفهمه بالنّظرة إلى الصّليب، إلى ذاك المطعون بحربة، إلى الذي وُلدت الكنيسة من جنبه الطّاهِر، ونوجّه أنظارنا إلى تلك الأمّ الحنون، الواقفة تُشارك فلذة كبدها آلامه وآهاته فنتذكَّر معها كلمة سمعان الشيخ – أنت سينفذ سيفٌ في قلبك – لو 2/35- فمَع قلب الإبن، مع قلب يسوع، لا نقدر إلاّ أن نُكرِّم قلب الأمّ قلب مريم الطاهر. مِن دون أن ندخل في تاريخ عبادة القلب الأقدس، لا بدّ أن نشير، بأنّ هذه العبادة كان لها المكان الأكبر في حياة الكنيسة وتاريخها، وأنَّ كثيراً من الأعمال اللاهوتية درست بعمقٍ وتأمّلت جوهرها وركّزت على أهميتها في الحياة الرّوحية . يا يسوع الوديع والمتواضع القلب، إجعل قلبنا مثل قلبك.