سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

"أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض"

 

إنجيل القدّيس متّى .30-25:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، تَكَلَّمَ يَسوع، فَقال: "أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ ٱلسَّمَواتِ وَٱلأَرض، عَلى أَنَّكَ أَخفَيتَ هَذِهِ ٱلأَشياءَ عَلى ٱلحُكَماءِ وَٱلأَذكِياء، وَكَشفتَها لِلصِّغار.
نَعَم يا أَبَتِ، هَذا ما حَسُنَ لَدَيك.
قَد سَلَّمَني أَبي كُلَّ شَيء. فَما مِن أَحَدٍ يَعرِفُ ٱلِٱبنَ إِلّا ٱلآب، وَلا مِن أَحَدٍ يَعرِفُ ٱلآبَ إِلّا ٱلِٱبن، وَمَن شاءَ ٱلِٱبنُ أَن يَكشِفَهُ لَهُ". 
تَعالَوا إِليَّ جَميعًا أَيُّها المُرهَقونَ المُثقَلون، وأَناأُريحُكم.
إِحمِلوا نيري وَتَتَلمَذوا لي، فَإِنّي وَديعٌ مُتَواضِعُ ٱلقَلب، تَجِدوا ٱلرّاحَةَ لِنُفوسِكُم.
لِأَنَّ نيري لَطيف، وَحِملي خَفيف".


"أَحمَدُكَ يا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَواتِ والأَرض"

عندما أخذ الربُّ الكأسَ، شكرَ وناوَلَهم (راجع مت 26: 27). يدعونا هذا الحدثُ إلى التوقفِ عندَ عبارات البركة التي تعبّرُ أصدقَ تعبير عن فعل الشكران للخالق، ونحن نعلمُ أيضًا أنّ الرّب يسوع المسيحَ اعتادَ على شكر الآب قبلَ إتمام المعجزات، فكان يرفعُ عينيه نحو الآب، رَبّ السَّمَواتِ والأَرض (راجع يو 11: 41) ويشكرُه إذ كان يعرفُ مسبقًا بأنّ الآب سيستجيبُ له. لقد قدّم الشكرَ للقدرة الإلهيّة التي كان يحملها في داخله والّتي سيُظهرُ من خلالها قدرةَ الخالق الفائقة. قدّم الشكرَ للتدبير الخلاصيّ الذي أعطيَ له أن يُتمَّه، كما قدّم الشكرَ بعمل الفداء هذا، وهو بحدّ ذاته تمجيدٌ لله الثالوث الذي يجدّدُ بجماله النقيّ الصورة المشوّهة.

وبالتالي، يمكننا أن نفهمَ تقدمة الرّب يسوع المسيح الآنيّة دومًا، على الصليب، أثناء الاحتفال بالقداس الإلهيّ وفي مجد السماوات الأبديّ على أنّها تقدمة شكرٍ عظيمة وفريدة- وهذا هو معنى كلمة "الإفخارستيا" إنّه فعلُ شكران أمام عمل الخلق والفداء والكمال النهائي. خلال هذه الذّبيحة يبذلُ الرّب يسوع المسيحُ ذاته عن الكون بأسره، وهو مثاله الأصليّ، إذ نزلَ من السماء ليجدّده من الأعماق ويقوده نحو الكمال المبتغى، ولكنّه يدعو أيضًا هذا العالم ليشتركَ معه في تقديم الشكر للخالق الذي به يليقُ كلّ حمدٍ وتسبيح.

 

القدّيسة تيريزيا