سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

"لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة"

 

عليكم أن تكونوا مستيقظين، متيقّظين لأنّكم لا تعلمون في أيّ وقت يأتيّ السّيد من العرس... فما إنّ يتسرّب إلى النفس شعور بالكبرياء وبالعجب بالذات حتّى يقطع لها إبليس حالاً صِرَّة أعمالها الصالحة. يا أولادي! كم ترون أشخاصًا قاموا بأعمال عظيمة... ونالوا ألقابًا كبيرة... غير أنّ العجب الباطل جرّدهم من كلّ شيء... فستكون مكانتهم بعد الرجال الفقراء، البسطاء الذي لا يقدّرهم أحد بسبب أعمالهم. لأنّهم يتذلّلون بتواضع، فهؤلاء الآخرون سيصبحون أوّلين... اسهروا إذًا بروح متيقّظة فسترون بعيونكم الحقيقية الصافيّة.

"لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة". هنالك ثلاث ملاحظات يجب تدوينها: الأولى: يجب أن تكون الأوساط مشدودة كما نربط شخصًا بحبل حتى نتمكّن من قيادته رغمًا عنه، أو كما نقود حصانًا جامحًا... الأوساط هنا تعني ملذات الحواس التي يجب ان نوثقها ونكبحها... الثانية: يجب أن تحملوا في أيديكم سرجًا موقدة، أي أفعال المحبّة. لا يجب أن تتوقف أيديكم عن القيام بأفعال المحبّة الحقّة والملتهبة. الثالثة: يجب أن تنتظروا عودة العريس من العرس... "إِنَّه يَشُدُّ وَسَطَه ويُجلِسُهُم لِلطَّعام، ويَدورُ علَيهم يَخدُمُهم". هذا العرس الذي منه يأتي العريس يكمن في عمق النفس، حيث توجد الصورة الحقيقيّة. يا لهذا الّلقاء الحميم التي تعيشه النفس مع الله والله مع النفس وأي عمل رائع يقوم به الله هنا! يا للبهجة والفرح! هذا يفوق كلّ عاطفة وكلّ عقل، وبالتالي لا يشعر المرء بشيء ولا يفقه شيء.