سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

عروس الروح القدس

 

  

"إلى بعلك تنقاد أشواقك"  (تكوين3: 16)

من أهم القضايا العامة التي تعلمها الكنيسة أن مريم المعصومة من الخطيئة الأصلية كانت منذ لحظة الحبل بها، في عصمة من كل حركات الشهوة سواء أكانت حسية أم غضبية.

ومعلوم أن العصمة من الخطيئة الأصلية لا تؤول حتما إلى العصمة من كل النقائص التي دخلت العالم في أعقاب السقطة الأولى. فمريم بنت آدم كانت خاضعة، كما المسيح، للعيوب البشرية العامة، التي لا تتضمن عيبا أدبيا. أما الشهوة، التي خلفتها الخطيئة الأولى، فمن المحتمل أن تكون مريم حُفظت منها، لأن حركات الشهوة قد تحمل الكثيرين على الانحراف الادبي وتقف عقبة في سبيل السعي نحو الكمال.

إلى جانب هذا، كيف يمكن التوفيق بين طهارة مريم وقداستها المثالية، وبين حركات الشهوة التي تقود إلى الشر؟ إن عصمة مريم من الشهوة نتيجة منطقية لعصمتها من الخطيئة الأصلية.

وهذه العصمة من حركات الشهوة لا تنقص من استحقاقات مريم، كما أن عصمة المسيح له المجد لا تنقص من استحقاقاته. فالشهوة ليست شرطا أساسيا للاستحقاق بل هي فرصة متاحة له... واستحقاقات مريم ليست مبنية على كفاحها ضد الرغبات الحسية بل هي مؤسسة على محبتها السامية والفضائل التي مارستها، مثل الإيمان والطاعة والإتضاع.

إّن أبناء آدم الذين ابتلوا بالمعصية يحملون الشهوة في جسدهم  وبقدر ما يجاهدون يكسبون لنفوسهم أجراً ابدياً لا يقدّر بثمن. فكان لا بدّ لآدم الخاطئ أن يكسب عيشه بعرق وجهه...وكان لا بدّ لحواء بأن تنال جزاء انحرافها فتلد البنين بالأوجاع وتنقاد أشواقها إلى بعلها...

أما مريم فقد عُصِمتْ من الخطيئة الأصلية ومن حركات الشهوة، فلا تجري عليها عقوبة الرب:"والى بعلك تنقاد أشواقك"... وأشواق مريم انقادت إلى الروح القدس الذي ظللها واتخذها له عروسا...

 

صلاة

تعال أيها الروح الخالق

يا أبا المساكين يا من اخترت مريم وملأتها من النعم

وجعلتها أما للابن الوحيد

وعروسا لك إلى الأبد

تعال وأفض نعمك علينا نحن المدعوين لخدمة الرب والحياة معه

اجعلنا أهلا بالطهر والقداسة لنكون شهودا للمسيح

تعال يا أبا المساكين واغن فقرنا لنستطيع أن نرد مع مريم

تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي

بهجة الروح وفرح القلب منك

أعطنا أن نردد معها قدوس اسمك ورحمتك للذين يتقونك من جيل إلى جيل..

شتتت ذوي القلوب المتكسرة

وضعت الأعزاء عن العروش قدوس اسمك ورفعت الأذلاء...

أعطنا أن نذوق ما أطيب الحياة معك

يا مريم

أنت ذقت بالصمت والصلاة الحياة مع يسوع

أعطنا شيئا من ذلك وعلمينا كيف نستمتع المكوث برفقة الرب

أنت يا عروس الروح هيئي نفوسنا لاستقبال الروح

لنكون لإبنك الأصدقاء الأمناء والخَدَمَة المخلصين

ولك يا مريم الأبناء الأوفياء الآن والى الأبد.    آمين.