English

سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

لا تهتم بصغائر الأمور ... كل الأمور صغائر

 
 

مقدمـــــــة


             
  إن أهم اكتشاف حققه هذا الجيل يتمثل في قدرة الإنسان على تغيير مجرى حياته إذا ما غيّر من سلوكه.
                                                        
  " وليام جيمس"

في أي وقت نتعامل فيه مع أخبار سيئة، أو شخص صعب المراس أو خيبة أمل من أي نوع، فإن معظمنا ينغمس في بعض العادات، أو طرق التفاعل مع مجريات الحياة- خاصة تلك التي لا تكون في صالحنا على الإطلاق. فنحن نبالغ في تصرفاتنا، ونضخّم من الأمور، ونُصرّ على مواقفنا، ونركز على الجوانب السلبية من الحياة. فعندما تُحركنا بعض الأمور الصغيرة- عندما نغضب، نقلق، وننزعج بسهولة- فإن ردّ فعلنا المبالغ فيه لا يؤدي بنا فقط إلى الشعور بالسخط، بل يقف كذلك في طريق الحصول على ما نريد، حيث تُعمى بصائرنا عن رؤية الأمور من منظور عام، ونركز على ما هو سلبي، ونضايق غيرنا ممن قد يقدمون يد العون لنا. وباختصار، فإننا نعيش حياتنا وكأنها حالة طويلة وخطيرة من الطوارئ!. فعادة ما نندفع هنا وهناك في انشغال، محاولين بذلك حل المشكلات، ولكننا في حقيقة الأمر نضاعف من تعقيدنا. ولأن كل شيء يبدو لنا على هذه الدرجة من الضخامة، فإن الأمر ينتهي بنا إلى تضييع حياتنا في التعامل مع مأساة تلو الأخرى.

وبعد برهة، نبدأ بالاعتقاد بأن شيئاً في واقع الحال هو أمر ضخم وكبير، ونعجز عن إدراك أن الطريقة التي ننظر بها إلى مشكلاتنا لها صلة وثيقة بسرعة وكفاءة حلنا لتلك المشكلات، فعندما نتعلم كيفية الرد على مجريات أمور حياتنا بدرجة أكبر من الهدوء، فإن المشكلات التي تبدو وكأنها لا تقهر، ستظهر على أنها قابلة للحل. وحتى أكبر الأمور التي تثير توترك، لن تُخِرج حياتك عن مسارها كما كان يحدث من قبل ولحسن الحظ، هناك طريقة أخرى تنظر بها إلى الحياة- طريقة أكثر تعقيداً واستقامة- تجعل حياتك تبدو أكثر سلاسة، والناس بها على درجة أكبر من الانسجام. وطريقة الحياة البديلة تلك تشتمل على استبدال العادات القديمة لرد الفعل بعادات جديدة للنظر إلى الأمور.

وتمكننا تلك العادات من الحصول على حياة أكثر رفاهية وإرضاءً.

وفي هذه الصفحات، سوف أشارككم إستراتيجيات محددة- أموراً تستطيعون البدء في تطبيقها من اليوم- والتي ستساعدكم على التجاوب مع مجريات الحياة بدرجة أكبر من الكياسة. والإستراتيجيات التي سوف تطالعونها هنا، هي نفسها التي تثبت أنها أفضل الإستراتيجيات على مدار السنين. كما أنها تمثل الطريقة التي أُفضل أن أطبقها في حياتي:- - الطريق الذي يشوبه أقل درجة من المقاومة. وكل واحد من تلك الإستراتيجيات بسيط وفعال في آن واحد، وسوف يكون بمثابة المرشد الذي يهديك إلى الطريق الموصل للعيش في درجة أكبر من الهدوء والتمتع بمنظور أوسع للأمور. وسوف تجد أن العديد من هذه الإستراتيجيات لا تنطبق فقط على مواقف بعينها ولكن أيضاً على أكثر تحديات الحياة صعوبة.
 

فعندما "لا تقلق بشأن صغائر الأمور"، فإن حياتك لن تكون حياة كاملة، لكنك ستتعلم أن ترضى بما تأتي به الدنيا بمقاومة أقل بكثير. عندما تتعلم أن تترك المشكلات وشأنها بدلاً من المقاومة بكل ما أتاك الله من قوة، فإن حياتك سوف تمضى في مجراها. كما ستقوم بتغيير ما أمكن من الأمور، وأن تتقبل ما لا يمكن تغييره منها، وأن تكون لك القدرة على التمييز بين الصنفين. وأنا على ثقة من أنك إذا جربت تلك الإستراتيجيات، فإنك ستتعلم قاعدتي الانسجام: (1) لا تقلق بشأن صغائر الأمور، (2) كل الأمور صغائر.

ومع تطبيق هذه المبادئ في حياتك، فسوف تجعل من نفسك إنساناً أكثر سكينة وحباً للآخرين.



                                              
لا تقلق من صغائر الأمور

غالباً ما نترك أنفسنا ننغمس في القلق بشأن أمور، لو فحصناها عن قرب لوجدنا أنها ليست في واقع الأمر على هذه الدرجة من الضخامة، إننا نركز على المشكلات والاهتمامات الصغيرة ونضخمها. على سبيل المثال، قد يقطع شخص ما الطريق أمام سيارتنا، وبدلاً من عدم الاهتمام بهذا الأمر، نقنع أنفسنا بأن هناك ما يبرر غضبنا. وبعدها نتخيل وقوع مواجهة بيننا وبين هذا الشخص في مخيلتنا. وربما يخبر الكثير منا شخصاً آخر بهذه الحادثة في وقت لاحق بدلاً من نسيانها.

وبدلاً من ذلك، لماذا لا نترك هذا السائق الآخر كي يقع له هذا الحادث في مكان آخر بعيداً عنا؟ حاول أن تنظر بعين العطف إلى هذا الشخص، وتذكر مدى الألم الذي يصيب الإنسان وهو على مثل هذه العجلة الشديدة. وبهذه الطريقة، سيكون بمقدورنا الحفاظ على شعورنا بالارتياح وتجنب أخذ مشكلات الآخرين بصورة شخصية.

هناك العديد من الأمثلة المشابهة عن "صغائر الأمور" التي تحدث كل يوم في حياتنا. سواء كان ذلك الوقوف في طابور، أو الاستماع إلى نقد غير عادل، أو القيام بالجزء الأكبر من العمل. إن تعلمنا عدم القلق بشأن صغائر الأمور فسوف يكون له فوائده العظيمة. فالكثيرون يستنفدون قدراً ضخماً من طاقتهم في القلق بشأن صغائر الأمور حتى أنهم يبتعدون عن سحر وجمال الحياة. وعندما تلتزم بالعمل على تحقيق هذا الهدف فسوف تجد أن لديك طاقة أكبر بكثير كي تصبح إنساناً أكثر رقة وعطفاً.