الرئيسية

 

ما الهدف من قصة المجوس في حياة السيد المسيح؟

 
 

قصة المجوس لها اهمية كبرى في طفولة السيد المسيح. المجوس كلمة "مجوس" معرَبة عن لفظة فارسية وتعني مفسر الرؤى، والاحلام والتنجيم. وكان المجوس في بلاد فارس والبابليين يحسبون بين المنجمين، أي الذين يتنبأون عن الأحداث بقراءة النجوم. (دانيال 1: 20، 5: 11و 12؛ وارميا 39: 3و 13). واما المؤرخون اليونانيون (هيرودت وبلوتارك وسترابو) فكانوا يستخدمون كلمة "المجوس" للدلالة على الكهنة والمنجمين. فكان الحكام الشرقيين يستخدمون معرفة المجوس بالتنجيم وتفسير الأحلام، للاسترشاد بها في إدارة شؤون البلاد اعتقادا منهم بأن أحداث التاريخ تنعكس علي حركة النجوم وبعض الظواهر الفلكية الأخرى.

اما المجوس في إنجيل متى (2/ 1-12): فيشير اليهم انهم "حكماء" (مت 2: 1و 7و 16). ان زيارة المجوس لبيت لحم دوراً هاماً في إنجيل متى، تعلن ثلاث حقائق:

اولا: تعلن زيارة المجوس حقيقة شخصية الطفل الوليد باعتباره "المسيح المنتظر" تحقيقاً للنبوءات العديدة. وقد بدا هذا أولاً في ظهور النجم، إذ يبدو أنهم كانوا على علم بنبوة بلعام: "يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل" (عد 24: 17، إشعيا 60: 1- 3). كما أن الحوار بين المجوس وهيرودس ورؤساء الكهنة والكتبة، يُعلن أن يسوع كان تحقيقاً لنبوه ميخا عن المسيح: عن بيت لحم يهوذا التي منها سيخرج "الذي يكون متسلطاً علي إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل" (ميخا 5: 2). كما أن تقديم الهدايا يستحضر للذهن الوعود النبوية الواردة في المزامير (68: 29، 72: 10).

ثانياً: تعلن زيارة المجوس أن يسوع المسيح لم يأت لليهود فقط بل للأمم أيضاً (ممثلين في "المجوس من المشرق"). كما كان سجود هؤلاء الأمم صورة مسبقة للإرسالية العظمي للكرازة بالإنجيل لجميع الامم "اذهَبوا وتَلمِذوا جَميعَ الأُمَم" (متى 28: 19).

ثالثا: تعلن زيارة المجوس التناقض بين ايمانهم المذهل وعدم ايمان الشعب اليهودي. فبينما قدّم هؤلاء المجوس الغرباء الإكرام والسجود للمسيح المولود، فإن هيرودس ورؤساء الكهنة دبّروا مؤامرة لقتل الطفل يسوع (2: 3- 6). وهكذا نجد الأمم يؤمنون، بينما لم يؤمن غالبية الشعب اليهودي (متى 8: 5- 13، 15: 21- 28، 27: 19و 54).

وهناك اسئلة كثيرة تطرح حول المجوس ويسعدني ان اجيب على بعض هذه الاسئلة:

السؤال الاول: في أي عيد نذكر المجوس؟

الجواب: نذكر المجوس في عيد الغطاس. وعيد الغطاس يحيي ليس فقط ذكرى اعتماد الرب يسوع في نهر الاردن من يوحنا المعمدان، وانما ايضا ظهوره العلني لكل الأمم، الذين يمثلهم المجوس الآتون لكي يسجدوا للطفل الاله المولود في بيت لحم. يدعى هذا العيد بالسريانية عيد الدِّنحُ اي الظهورَ والإعلان والإشراق، وفي اليونانية الابيفانيا " أي الظهور الإلهي على اساس ان الميلاد والعماد يؤديان معا مضموناً واحداً وهو : "اعلان لاهوت السيد المسيح".

السؤال الثاني: من هم المجوس في انجيل متى؟

الجواب : يشير انجيل متى ان المجوس هم "حكماء" (مت 2: 1و 7و 16). وأنهم جاءوا من "المشرق" (2: 1و 2). فقال بعض الآباء إنهم جاءوا من جنوبي الجزيرة العربية، وذلك بناء علي الهدايا التي قدموها "الذهب واللبان والمرّ"، وكانت تشتهر بها هذه البلاد. لكن جنوب الجزيرة العربية لا تعتبر "مشرقاً" بالنسبة لفلسطين، لذلك قال آخرون إنهم جاءوا من ميديا أو فارس. الأرجح أنهم جاءوا من فارس، حيث كان هذا الاسم يطلق علي كهنتهم.

السؤال الثالث: كم كان عدد المجوس ؟

الجواب : لا يذكر انجيل متى كم كان عدد المجوس الذين جاءوا ليروا الطفل يسوع. فالكنيسة الشرقية تعتقد أنهم كانوا 12 مجوسيا، ولعل ذلك نتج عن أهمية العدد "12" في الكتاب المقدس (كما في 12 سبطاً، 12 تلميذاً). وتقول الكنيسة الغربية إنهم كانوا ثلاثة رجال حكماء، بافتراض أن كل واحد منهم قدم نوعاً من الهدايا الثلاث المذكورة.

السؤال الرابع: ما هي اسماء المجوس ؟

لا يذكر متى الانجيلي، ولكن التقليد يقول ان أسماءهم، هي "جسبار وهو ملك الهند وملكيور (ملكون) هو ملك فارس وبلتازار" ملك لبلاد العرب.

السؤال الخامس: في أي مزار نحيي ذكرى المجوس؟

الجواب: يروي تقليد قديم ان هناك مغارتين لذكرى المجوس. مغارة في دير كاتمسا بالقرب من دير مار الياس الواقع على الطريق بين القدس وبيت لحم حيث استراح المجوس في زيارتهم الى بيت لحم. وهناك مغارة تحت الكنيسة في دير مار ثيوّذسيوس في بيت ساحور حيث دفن القديس ثيوّذسيوس هو ووالدته ووالدة القديس سابا حيث لجأ المجوس في عودتهم الى بلادهم تفادياً للقاء مع هيرودس الملك.