سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

محطة روحية حول عيد ارتفاع الصليب المقدس

 


فأجابها يسوع: "كل من يشرب من هذا الماء يعطش ثانية وأما الذي يشرب من الماء الذي أعطيه إياه، فلن يعطش أبدا بل الماء الذي أعطيه إياه يصير فيه عينَ ماء يتفجر حياة أبدية". قالت له المرأة: "يا رب، أعطني هذا الماء، لكي لا أعطش فأعودَ إلى الاستقاء من هنا". قال لها: "اذهبي فادعي زوجك، وارجعي إلى ههنا". (يوحنا 3/13-17)

قراءة من القديس يوحنا الذهبي الفم (+407)

ربنا على الصليب ونحن في عيد، حتى تعلموا أن الصليب عيدٌ واحتفال روحي. كان الصليب قديما يشير إلى العقاب، واليوم أصبح عنوان فخار. كان رمزا للهلاك، فصار مبدأ الخلاص. كنا في نظر الله أعداءً غرباء بُعَداء، فأعادنا الصليب أصدقاء لله، وقرّبنا إليه. فالصليب هادم العداوة، وعربون السلام وكنز كل خير.

بعون الصليب لن نتيه بعد في صحراء، لأنا نعرف طريق الحق! لن نقيم خارج القصر الملكي، لأنا وجدنا الباب! لن نخاف سهام الشيطان الملتهبة، لأنا وجدنا الينبوع! بعون الصليب لم نعد في وحشة، لأنا وجدنا العروس! ولا نخاف الذئب لأن لنا الراعي الصالح! بعون الصليب لن نخشى الغاصب، لأنا إلى يمين الملك جالسون!

فنحن في عيد إذ نحتفل بذكرى الصليب. والقديس بولس نفسه يدعونا إلى العيد إكراما للصليب: "فلنعيّد إذن لا بالخمير العتيق، ولا بخمير السوء والخبث، بل بفطير الخلوص والحق"، وقد برّر ذلك بالقول: "لأنه قد ذُبح المسيح فصحنا!". أرأيتم لماذا يأمرنا بالعيد إكراما للصليب؟ لأن المسيح على الصليب قد ذُبح! وحيث الذبيحة فمغفرة الخطايا، والمصالحة مع الرب، والعيد والفرح. (خطبة عن الصليب واللص،1)

صلاة

يا خالق البرايا وفادي البشر، يا من ارتفعت على صليبك بين الأرض والسماء فكان فيما بعد شاهدا أنك قمت من بين الأموات وانتصرت على الشر، كن لنا مخلِّصا كل يوم وكل ساعة، وليكن صليبك رفيقنا كل دقيقة من حياتنا كيلا نحيد عن الإيمان بك واتكال عليك والمحبة لك، فنسبحَك مع المسكونة كلها، ونصعدُ المجد إلى الثالوث المحيي الآن وإلى الأبد. آمين.