إن هذا الانجيل يدعونا، في زمن مجيء الرب،
إلى انتظار الرب، وإلى السهر، وفقاً لما
جاء في مقدمة المجيء: " قد منّ علينا أن
نتهيأ لميلاده فرحين، حتى إذا جاء، وجدنا
في الصلاة ساهرين وبحمده مسبِّحين "
إن الربّ آتٍ، أو " ماران اتى" ، كما كان
يقول المسيحيون الأولون، في اجتماعاتهم
الدينية. فكان من هنا الحوار الذي يختم
الصفحة الآخيرة من العهد الجديد: " أنا
يسوع! أنا نسل سلالة داود، والكوكب الزاهر
في الصباح. يقول الروح والعروس (أي
الكنيسة) " تعال! من سمع فليقل: " تعال"
ويقول الذي يشهد بهذه الأمور:" أجل، إني
آتٍ على عجل!" امين، تعال أيها الرب يسوع!
" تعال" صرخة تلتقي وأدعية المزامير
والأنبياء:" رجوت الربّ رجاء، فجعل في فمي
نشيدا جديدا، تسبحة لإلهنا! " (مز 39:
2-4)
" إلى اسمك وذكراك اشتياق النفس. نفسي
اشتاقت اليك في الليل، وروحي في داخلي
ابتكر اليك " (اشعيا 26).
وإن أفضل مثال لهذا الإنتظار والسهر،
نقتبسه من سيرة الذين عاشوا زمن المجيء
هذا:
فها هي ذي عذراء الناصرة، أم المسيح، تعظم
الربّ وتبتهج بالله مخلصها، لأن القدير
صنع إليها أمورا عظيمة. هوذا يوسف
الصّديق، لا تصدّه أشغاله اليومية، عن
تأمل أحكام الله في افيمان والسكوت. هوذا
يوحنا المعمدان، يتهلّل في أحشاء أمّه بمن
سيولد.
وها هي اليصابات، أم يوحنا، تطوّب أم يسوع
لأنها أمنت. وزكريا، والد يوحنا، ينطلق من
صمت طويل، ويخاطب مولود شيخوخته قائلاً: "
وأنت، ايها الصبي، نبي العليّ تدعى. أنت
تسبق أمام وجه الرب لتعدّ طرقه.
وهوذا الصِّدّيق سمعان الشيخ، ينتظر وسائر
المساكين، شعب الأرض، الخلاص والفداء.
فليكن هؤلاء بأجمعهم مثالا لنا، وليكونوا
قادة لنا، في أيام الفرح هذه.
|