سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

يقول الرب " توبوا إليَ بكل قلوبكم بالصوم والبكاء والندب، مزقوا قلوبكم لا ثيابكم" فتوبوا إلى الرب. الرب حنون رحيم، بطيء عن الغضب، كثير الرحمة، نادم على السوء" يوئيل 2: 12-13

 

درب الصليب برفقة مريم العذراء

 
     
 

كانت مريم العذراء، بحسب التقليد المسيحي أول من قام بالتأمل في آلام ابنها والسير في شوارع القدس القديمة. اليوم، سنحاول أن نرافق معاً سيّدتنا مريم العذراء أم الأوجاع. بعواطف مريم نريد أن نسير خلف يسوع الحامل صليب الفداء متأملين معاً بسرّ خلاصنا، ونرافقها مع بعض القديسين الذين حاولوا عيش هذا الدرب وهذه الآلام مع مريم، فدعونا نسمع منها كيف عاشت تلك اللحظات، على درب الآلام وتحت الصليب وأمام القبر وفي فجر أحد القيامة.

 

صلاة قبل درب الصليب

يا رب تعويضاً عن ذنوبي لعدلك الإلهي أقدم لك ممارسة درب الصليب متحداً معك ومع أمك العذراء، فاقبل مني هذه الممارسة واجعلني أربح رضاك، لمنفعتي وإفادة النفوس المطهرية.

 
 

المرحلة الأولى

مريم تسمع بيلاطس يحكم على ابنها بالموت

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

كانت واقفة بين الجموع وبقربها يوحنا وبعض النسوة... بالأمس لم يغمض لها جفن، إذ كان ابنها يسوع في أيدي أعدائه. ها هو بيلاطس يقف فيغسل يديه من دم ابنها ويعلن تنازلاً لرغبة الجماهير المطالبة بقتله "ليصلب" وعندما رنَّ في أذنيها قرار الحكم جاز في قلبها سيف الحزن عميقاً، ورفعت عينيها إلى السماء، واستسلمت لمشيئة الآب السماوي دون أيّ تذمرّ، وصلّت لتوبة أعداء ابنها.

الجميع: "يا أمّ مخلّصي، أريني أنك أمّي، وتضرّعي لدى ذاك الذي تكرَّمَ ووُلِدَ منك، لكي لا يحكم عليّ بالهلاك الأبدي ساعة موتي".

 

 

 

المرحلة الثانية

مريم ترى ابنها يحمل الصليب، ويبدأ المسير

 

 

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

ورأت صليباً كبيراً يوضع على كتف ابنها، والجنود ينهالون عليه بالضرب واللكم، ويا لهول وقع هذا الحمل الثقيل على قلب الأم! وكأني بها تصرخ: لماذا كلّ هذا! لماذا الصليب على كتفك الناعم يا حبيبي! يا ليتني أحمله مكانك، فأنا فداك... ولكنّها تيقّنت بأنه سيعانق صليبه راضياً هادئًا وكأنه يعانق العالم بكلّ خطاياه. لقد بدأت المسيرة الصاعدة إلى القمّة، قمّة الجلجلة، إنها لا تتوانى من الصعود معه، وكأنها تحمل الصليب معه. هيّا يا إخوتي، نصعد نحن أيضاً معها وبرفقتها.

الجميع: "لقد انهال الصليب على كتفكِ يا أمي، كما انهال على كتف ابنك فساعديني كي أحمل صليبي واتبعكِ، مع ابنك على نفس الدرب نحو القمّة".

 


 

المرحلة الثالثة     

مريم تشاهد ابنها تحت الصليب للمرة الأولى

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

لم يَغب يسوع عن نظرها لحظة، فهي تحمل معه الصليب، ومعه تسير على طريق الاستشهاد والفداء، ومعه تتلقّى الضرب واللطم، وتسمع صراخ الجماهير الهائجة، وها هو يسوع يسقط تحت الصليب الثقيل، وتحاول من بين الجموع أن تصل إلى ابنها لعلّها تساعده وتشدّده وتعانق معه مشيئة الآب السماوي.

الجميع: "لم تكن مريم العذراء، لتغفل لحظة واحدة عن يسوع، فكلّ أفعاله ونيّاته السامية، كانت ظاهرة دائماً لعيني أمه مريم" (الطوباوي غرينيون دي مونفور).

 


 

المرحلة الرابعة

يسوع يلتقي أُمَّهُ الحزينة وجهاً لوجه

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

وتمكّنت مريم اختراق الجماهير واستطاعت أن تقف أمام ابنها. مسحت دموعها لأن إيمانها أقوى من حزنها، ولأن استسلامها لمشيئة الآب هي كاستسلامه هو. نظرت إليه كما نظر إليها، وفهمت أن ضرورة مشاركتها له في آلامه وصليبه هو في مخطّط الله. فشجّعها كما شجّعته، وابتسما معاً لسرّ الفداء الذي سيتمّ بعد ساعات قلائل، فتتصالح البشريّة بموت ابنها مع الخالق وتحرّر الأرواح المسجونة في مقرّ الموتى وتنطلق إلى السماء التي ستُفتح لهم من جديد بعد لحظات.

 
 

 

المرحلة الخامسة

مريم تفرح بمساعدة القيرواني لابنها في حمل الصليب

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

سعادة مريم كبيرة، لا توصف! ها إنّ الإنسان الخاطئ يُشارك في عمل الخلاص.... أجل، أليست هذه خطّة الله في أنه يجبُ أن يقدِّم الإنسان ما يستطيعه ومن ثمّ يعمل الله الباقي؟ فقد خلقه دون علمه أو إرادته، ولن يخلّصه إلاّ بإرادته! كم ستكون سعادة مريم كبيرة لو أساعد أنا أيضاً في حياتي ابنها في نشر الخلاص وذلك في عنايتي واهتمامي بأخي الإنسان، إذ لا يتقدّم الإنسان إلاّ إذا تقدّمت إنسانيّتي أنا، وبلغت إلى مستوى الصدق والنبل والعدل والمحبّة والتسامح والتواضع والسلام، فلا أكون حجرة عثرة له بل صخرة نجاة.

الجميع: "إني أعلم يا مريم المباركة، إنه بصفتكِ أم العليّ، لك مقدرة توازي إرادتك، ولذلك ثقتي بكِ ليس لها أيّ حدّ" (القديس يوحنا الدمشقي).

 


 

المرحلة السادسة

مريم تسعد بمشاهدة فيرونيكا تمسح وجه ابنها بمنديل

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

بخطيئة وعصيان امرأة، حوّاء القديمة، دخلت الخطيئة إلى العالم، وبطاعة امرأة، حواء الجديدة، دخلت النعمة إلى العالم واستعادت البشريّة الخلاص: كم دور المرأة مهمّ في تقدّم الإنسان واستمرار الجنس البشري والحياة، مريم تعلم هذا، وبفضل أمومتها الإلهيّة بلغت البشريّة القيم الروحيّة العليا، وها هي فيرونيكا تمسح وجه يسوع بمنديل وتُعيدُ الصورة الحقيقيّة لوجه الإنسان المشّوه الملطّخ بدماء أخيه الإنسان، وها هي مريم من خلال عمل كلّ امرأة تساند عمل الله في تقدّم البشريّة ومسح التشوّهات من وجه العالم الملطّخ بالظلم والشرور لتعيد له بهاءه على صورة الله ومثاله كما كان قبل الخطيئة.

الجميع: "يوجد بين الربّ ومريم العذراء، اتحاد الأمومة الإلهيّة، الذي يجعل مريم شريكة للربّ، في جميع الكنوز التي يمتلكها، وهي كنوز العطف والرحمة" (القديس برنردينوس).

 

 

 

المرحلة السابعة

مريم ترقب ابنها يقع تحت الصليب مرة ثانية

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

الجموع تتدفّق من كلّ صوب وناحية، والطريق تصعد رويداً رويداً إلى الجبل والصليب يزداد ثقلاً كلّما زاد تعب يسوع المنهوك القوّى. مريم تصلّي، مريم تستصرخ الآب السماوي، مريم تتحدّث في قلبها مع ابنها وربّها. ها قد اقتربتَ يا بنيّ من الجبل، تمالك نفسك، ها هي البشريّة من أول الخليقة حتّى القيامة تنتظر تحقيق الفداء، فتشدّد يا بنيّ. نعم إنهض من جديد وتابع الدرب، فالمسيرة شاقّة ولكن الثمرة شيّقة وشهيّة.

الجميع: "بواسطتك يا مريم، إننا لواثقون من امتلاك الدليل، الذي يؤّهلنا للقيامة" (مار أفرام السرياني).


 

 

المرحلة الثامنة

مريم تشارك ابنها في تعزية بنات أورشليم

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

تعرفهنّ واحدة واحدة، تعرف سقطاتهنّ كما تعرف فضائلهنّ. "لا تبكين عليّ" يقول يسوع لبنات أورشليم، "لا تبكين على ولدي" تردّد مريم لهنّ. فيذكرهنّ يسوع بواجب التربية الصالحة لأولادهنّ "بل ابكين على أولادكن وعلى أنفسكن"... نعم، التربية الصالحة هي وصيّة يسوع لكلّ امرأة ولكلّ رجل، وما زال يسوع، وما زالت مريم، يردّدان إلى يومنا هذا لكلّ واحد منّا: "ابكوا على أولادكم وعلى أنفسكم". أجل، إنّ مريم هي مثالنا في التربية الصالحة، فهي أعظم أم عرفتها البشريّة، فيكفيها فخراً وشرفاً أنها ربّت يسوع ابن الله، ونِعمَ التربية، فقد كان ينمو في الحكمة والنعمة والقامة أمام الله وأمام الناس. أليست هذه هي التربية الحقّة؟

الجميع: "إن مريم هي خازنة النِعَم، فهي تسكب وتعطي خمرة الروح القدس، لمن تشاء وبقدر ما تشاء" (القديس ألبرتس الكبير).


 

 

 

المرحلة التاسعة

من جديد مريم تشاهد ابنها يقع تحت الصليب

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

بدأت نهاية حياة ابني منذ أن خانه يهوذا وأنكره بطرس وهرب التلاميذ... قواه تخور، فقد أصبحت واهية، ولكنه لم ينبس ببنت شفة. انظروا إليه تحت الصليب، لا يصرخ ولا يتأوّه ولا يتذمّر وهو البريء، بل البراءة بالذات. هل يمكن أن ترى ابني يقبل أشنع الآلام وترفض أن تتحمّل أنت أقلّ الصعاب؟! قُل معي: "ليكن لي بحسب قولك" واستسلم دوماً لمشيئة الله المحبّة، فلا تفشل أبداً.

الجميع: "إن مريم هي أكثر الناس وأحسنهم معرفة بيسوع، ومن ثمّ، فهي أشدّهم حباً له، ففي الطفل الراقد في المذود، كما في الضحيّة الدامية على قمّة الجلجلة، كانت مريم ترى وتحبّ ابنها وإلهها معاً" (القديس ميتوديوس).

 


 

المرحلة العاشرة

مريم ترى ابنها يعرّيه الجنود من ثيابه

ويسقوه خلاًّ ومرارة

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

ذاك الثوب الذي اختاطتْهُ مريم لابنها الحبيب، ها هم الجنود يتقاسمونه فيما بينهم، وجسد ابنها الطاهر النقيّ يُترك معرّىً. وها هم يسقونه خلاًّ ومرارة بدلاً من الحليب الذي غذّته منه. إن مريم تبكي على البشريّة الجشعة الدنسة وفي قلبها إلحاح حار، هو أن يُلبس الآب السماوي البشرية ثوب النقاء والبراءة التي ألبسها إيّاها حين جعلها بريئة من دنس الخطيئة.

الجميع: "لَكَمْ من النفوس، كان لها تذكار مريم، قوّة نَصَرَتهم في أشدّ التجارب، ضد أضعف الفضائل: الطهارة" (القديس توما الأكويني)

 


 

المرحلة الحادية عشر

مريم تسمع صوت المطرقة تسمِّرُ ابنها على الصليب

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

يا للصوت القاسي، صوتك يا مطرقة، تدخّلين المسامير في يدي ابني على الصليب، ويا لعظمتك يا ابني وإلهي يسوع في صمتك وأنت تلتصقُ بهذا الصليب الذي من أجله جئت! أخشعُ مع الملائكة وأرفع نظري إلى أبيك السماوي وأتَّحدُ بكلّ قواي بآلامك المبرحة. ليتني معك على الصليب يا بنيّ: وتمتّ في صمت الابن كما وفي صمت الأم المشاركة العجيبة في فداء البشر.

الجميع: "إن الأسفار المقدسة في العهد القديم والجديد، والتقليد المكرّم تظهرُ، بطريقةٍ تزداد وضوحاً يوماً بعد يوم، دور أم المخلّص في تدبير الخلاص"

(المجمع، في الكنيسة 55).

 


 

المرحلة الثانية عشر

مريم ترى ابنها يفارق الحياة ويموت على الصليب

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

"هناك عند صليب يسوع وقفت أمه"(يو 19: 25)، هكذا كان يقف الكهنة في العهد القديم عندما كانت تُقدّمُ ذبيحة العهد، وهكذا أيضاً يقف كهنة العهد الجديد عند تقديم المسيح ذبيحة في القداس الإلهي، وهكذا تقف الأم لتقدّم ابنها قرباناً وذبيحة طيبّة الرائحة على هيكل الحبّ والتضحية. لقد تمّ الفداء وشاركته مريم في شرب كأس الآلام حتى الثمالة. كانت مثالاً للبطولة والرجولة.

الجميع: "هكذا تقدمت العذراء مريم في غربة الإيمان، محافظة بكلّ أمانة، على الاتحاد مع ابنها حتّى الصلب، حيثُ كانت واقفة. تتألم بقوّة مع ابنها الوحيد، مشتركة بقلبها الأمومي بذبيحته، معطية إلى تقدمة الذبيح المولود من لحمها، رضى حبّها"... فكوني أمّاً لي أنا أيضاً يا مريم. (المجمع، في الكنسية 58).

 
 

المرحلة الثالثة عشر

يسوع ينزل عن الصليب ويوضع في حضن أمه مريم

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

وكانت صلاة الأم أمام جسد ابنها المائت الموضوع في حضنها: "أيّها الجسد الطاهر، النقيّ، أيّها الجسد البهيّ، جسد إلهي وربّي وابني، المجد لك. أيّها الجسد الذي خلّص البشريّة وأعاد للإنسان بهاءه الذي خُلِقَ فيه، المجد لك، افرحي أيّتها الأرض منذ خلقكِ حتى فنائكِ، إنّ ابني قد خلّصكِ، وأعتقكِ من الألم والعبوديّة والخطيئة".

الجميع: "يا أيّتها العذراء المجيدة، كوني بالقربّ منّي في أوقات حياتي الصعبة، فإنك تعلّميني أن أتألّم، وأن أكفّرَ عن خطاياي، أن أحبّ الربّ، وأن أشعر بعنايته الأبويّة، وحنانكِ الأمومي" (القديس غرينيون دي مونفورت).

 

المرحلة الرابعة عشر

يسوع يوضع في القبر

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

مريم ترافق النسوة عند فجر الأحد لتطيّب جسد ابنها المدفون في القبر، لأنها تؤمن أن ابنها لن يبقَ في القبر، فقد أعلن أنه سيقوم في اليوم الثالث. مريم امرأة سعيدة، لأنها أتمّت مشيئة الآب: لم تتأخّر ولم تتراجع أبداً، لم تشكّ ولم تتردّد قط، فإيمانها ثابت وصامد وواثق! وضعت ابنها في القبر ولكنّها تؤمن أنه لن يبقَ فيه، فهو سيقوم كما قال.

الجميع: "إن إيمان مريم، قد فاق إيمان جميع البشر والملائكة، وإذ كان إيمان البشر يتداعى، ظلّ إيمانها بأنه الله، ثابتاً لا يتزعزع" (القديس ألفونس دي ليغوري).

 


 

المرحلة الخامسة عشرة

قيامة يسوع من بين الأموات

 

W نسجد لك أيّها المسيح ونباركك

'  لأنك بصليبك المقدس خلّصتَ العالم

 

يسوع: ثقوا قد غلبت العالم وغلبت الموت. نعم يا أمي، أنا قد غلبت الموت وقد قمت... قمت منتصراً على الموت... مثبتاً للجميع أني الإله القادر على كل شيء... إفرحوا فسلطان الموت لن يقوى عليكم. يا أحبائي أنا القيامة والحياة، من أمن بي وأن مات فسيحيا، وكل من يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد. أتومنون بذلك؟

 

الجميع: يا يسوع القائم من بين الأموات، نحن نؤمن إيماناً ثابتاً بأنك الإله الحي الذي لا يموت وبأننا سننتصر دائماً بالحياة معك... آمين.