اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 
 

"هذا هو اليوم الذي صنعَه الربّ، فلنَبتهج ونفرح فيه" (مز118: 24)

 
 
 

في لقاء الربّ القائم من بين الأموات

 

 

في غمرة الأفراح بعيد قيامة الربّ يسوع المسيح من بين الأموات، استقبلت رهبانيّة الورديّة بفرحٍ وافر شابّتين تتقدّمان لاختبار الحياة المكرّسة بلبس الأيقونة العجائبيّة ودخول مرحلة الطلب الرّسميّة.

 

ماريان حنّا من مصر، وبتول فاخوري من الأردن، تخطوان الخطوات الأولى في التتلمذ للمسيح واتّباعه في الحياة الرّهبانيّة، لتمييز أوضح لمشيئته ونموّ يوميّ بحفظ كلمته، بهدي الرّوح القدس، وبالبنوّة لمريم العذراء سلطانة الورديّة، وذلك خلال القدّاس الإلهيّ الّذي ترأسه سيادة رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا المدبّر الرسولي للبطريركية اللاتينيّة، عاونه سيادة المطران بولس ماركوتسو والآباء يعقوب الرفيدي، ابراهيم الشوملي وجوزف صويص، في دير الرئاسة العامّة لرهبانيّة الورديّة في بيت حنينا، صباح يوم الاثنين 22 نيسان 2019، الأوّل من الثمانيّة الفصحيّة.

 

في عظته، ذكّر المدبّر الرسولي بيتسابالا بمعنى الشهادة في الكنيسة الأولى، حيث كان اتّباع المسيح يعني واقعيًّا وضع الانسان نفسه في خطر الاضطهاد والموت. وفي العصور اللاحقة لمرسوم ميلانو مع الامبراطور قسطنطين، تحوّلت الشهادة الى معنى روحي والتزام حياتي بنوعيّة حياة وممارسة فضائل وشهادة محبّة. أمّا اليوم، فيشهد عالمنا عودة إلى معنى الشهادة الأوّل أي الاستشهاد. فما يحصل في أماكن عديدة في العالم، وما حصل بالأمس في سريلانكا من استهداف لإخوتنا المسيحيّين في عدّة كنائس، يعيدنا إلى واقع الكنيسة الأولى، ويؤكّد أنّ اتّباع المسيح ليس رفاهيّة، بل خطر وصليب ثقيل، لا يسهل حمله إلاّ على ضوء أنوار قيامته المجيدة وغلبته على الموت. كذلك الأمر في الحياة الرّهبانيّة، فمن يختار اتّباع المسيح بتكريس حياته كليًّة له، لا بدّ له أن يُدرك أنّه يختار الطريق الأصعب ويضع نفسه في مواجهة دائمة مع الخطر، لكن بالرغم من الصليب، يجد أمانه وضمانته في محبّة المسيح والاتّحاد به، وفي الإيمان بقوّة قيامته...

 

ألف مبروك لأختينا الطالبتين خطوتهنّ الأولى في مسيرة التنشئة على الحياة الرّهبانيّة! ثبّتهما الله تعالى في السير بحسب مشيئته والنموّ بالنّعمة والحكمة والمحبّة، وأغنى كنيسته بدعواتٍ كهنوتيّة ورهبانيّة وافرة، لخدمة مجده تعالى وخلاص نفوس أبنائه.