English

سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 

يا راعي إِسرائيلَ، كُن سَمعيا يا مَن عَلى ٱلكاروبيمَ ٱستَوى أَيقِظ جَبَروتَكَ وَهَلُمَّ لِخَلاصِنا يا إِلَهَ ٱلقُوّاتِ، عُد إِلَينا وَتَطَلَّع مِنَ ٱلسَّماواتِ مُتبَيِّنا وَتَعَهَّد هَذِهِ ٱلكَرمَة وَٱحفَظ ٱلنَّبتَ ٱلَّذي غَرَسَتهُ يَمينُكَ وَٱلغُصنَ ٱلَّذي جَعَلتَهُ يَنمو

 

"العُمْيانُ يُبصِرونَ، العُرْجُ يَمشُونَ... والفُقَراءُ يُبَشَّرون"

 
 

استشهد الربّ يسوع المسيح في الناصرة، أمام مواطنيه، بما قال أشعيا وهو: "روح... الربّ عليّ لأنّه مسحني لأبشّر المساكين، أرسلني لأشفي منكسري القلوب، لأنادي للأسرى بالحريّة وللعميان بعودة البصر إليهم، لأحرّر المظلومين وأعلن السنة المقبولة لدى الربّ" (لو4: 18–19)... وقد جعل المسيح، بهذه الأفعال والأقوال، الآب حاضرًا بين الناس. وإنّه لمن الأهميّة بمكان أن نلاحظ أنّ هؤلاء الناس كانوا، على الأخصّ الفقراء الذين يحتاجون إلى أسباب العيش، وأولئك المسلوبي الحريّة، والعميان الذين تتعذّر عليهم مشاهدة جمال الكائنات، والذين يعانون نفسيًّا أو يعانون الظلم الاجتماعي، وأخيرًا الخطأة. لقد صار المسيح بالنسبة إلى هؤلاء الناس، على الأخصّ، علامة لله الذي هو محبّة. لقد صار علامة الآب.

ومن المفيد كذلك أن نلاحظ أنّه، عندما دنا من يسوع ذانك الرسولان اللذان أرسلهما يوحنا المعمدان إليه ليسألاه: "أأنت الآتي أم ننتظر آخر؟" (لو7: 19)، عاد إلى ذلك الاستشهاد الذي دشّن به رسالته التعليميّة في الناصرة، فأجابهما قائلاً: "اذهبا وأخبرا يوحنّا بما رأيتما وسمعتما: العميان يبصرون والعرج يمشون والبرص يطهّرون والصمّ يسمعون والموتى يقومون والمساكين يبشّرون"، وختم قائلاً: "وطوبى لمن لا يشكّ فيّ" (لو7: 22–23).

وقد أظهر يسوع، على الأخصّ، بطريقة حياته وأعماله كيف جعل المحبّة حاضرة في هذا العالم الذي نعيش فيه: المحبّة الفاعلة التي تتّجه إلى الإنسان وتشمل كلّ ما يكوّن إنسانيّته. وتتجلّى هذه المحبّة، أكثر ما تتجلّى، كلّما كان هناك مرض وظلم وفقر، وحتّى كلّما تناول الأمر "الحالة الإنسانيّة" التاريخيّة التي تبيّن، بمختلف الطرق، ما يعاني الإنسان من ضيق، ويشكو من ضعف جسدي ومعنوي. وإنّ ما تتجلّى به المحبّة من طريقة وما تتّخذه من مجال هو ما يسمّى بلغة التوراة "الرحمة". وهكذا كشف المسيح عن الله الذي هو آب، والذي هو "محبّة" على ما أعلن القدّيس يوحنّا في رسالته الأولى (1يو4: 16)؛ لقد أظهر الله "غنيًّا بالرحمة"، على ما نقرأ لدى القدّيس بولس (راجع أف2: 4).


                                                                                                                      الطوباوي يوحنّا بولس الثاني