سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

"لا تَخَف! سَتَكونُ بَعدَ ٱليَومِ لِلنّاسِ صَيّادًا"

 

إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ٱزدَحَمَ ٱلجَمعُ عَلى يَسوعَ لِسَماعِ كَلِمَةِ ٱلله، وَهُوَ قائِمٌ عَلى شاطِئِ بُحَيرَةِ جِنّاسَرِت.
فَرَأى سَفينَتَينِ راسِيَتَينِ عِندَ ٱلشّاطِئ، وَقَد نَزَلَ مِنهُما ٱلصَّيّادونَ يَغسِلونَ ٱلشِّباك.
فَصَعِدَ إِلى إِحدى ٱلسَّفينَتَين وَكانَت لِسِمعان. فَسَأَلَهُ أَن يُبعِدَ قَليلًا عَنِ ٱلبَرّ. ثُمَّ جَلَسَ يُعَلِّمُ ٱلجُموعَ مِنَ ٱلسَّفينَة.
وَلَمّا فَرَغَ مِن كَلامِهِ، قالَ لِسِمعان: «سِر في ٱلعُرض، وَأَرسِلوا شِباكَكُم لِلصَّيد».
فَأَجابَ سِمعان: «يا مُعَلِّم، تَعِبنا طَوالَ ٱللَّيلِ وَلَم نُصِب شَيئًا. وَلَكِنّي أُرسِلُ ٱلشِّباكَ بِناءً عَلى قَولِكَ».
وَفَعَلوا فَأَصابوا مِنَ ٱلسَّمَكِ شَيئًا كَثيرًا جِدًا، وَكادَت شِباكُهُم تَتَمَزَّق.
فَأَشاروا إِلى شُرَكائِهِم في ٱلسَّفينَةِ ٱلأُخرى أَن يَأتوا وَيُعاوِنوهُم. فَأَتَوا، وَمَلَأوا كِلتا ٱلسَّفينَتَينِ حَتّى كادَتا تَغرَقان.
فَلَمّا رَأى سِمعانُ بُطرُسُ ذَلِكَ، ٱرتَمى عِندَ رُكبَتَي يَسوع، وَقال: «يا رَبّ، تَباعَد عَنّي، إِنّي رَجُلٌ خاطِئ».
وَكانَ ٱلرُّعبُ قَدِ ٱستَولى عَلَيهِ وَعَلى أَصحابِهِ كُلِّهِم، لِكَثرَةِ ٱلسَّمَكِ ٱلَّذي صادوه.
وَمِثلُهُم يَعقوبُ وَيوحَنّا ٱبنا زَبدى، وَكانا شَريكَي سِمعان. فَقالَ يَسوعُ لِسِمعان: «لا تَخَف! سَتَكونُ بَعدَ ٱليَومِ لِلنّاسِ صَيّادًا».
فَرَجَعوا بِٱلسَّفينَتَينِ إِلى ٱلبَرّ، وَتَركوا كُلَّ شَيءٍ وَتَبِعوه.

 

 

"لا تَخَف! سَتَكونُ بَعدَ ٱليَومِ لِلنّاسِ صَيّادًا"


في ليلة النور هذه (ليلة الميلاد بعمر الـ 14 سنة)، بدأت المرحلة الثالثة من حياتي، المرحلة الأجمل والأكثر امتلاءً من نِعَم السماء... مثل رُسُلِه، كان يمكنني أن أقول: "يا مُعَلِّم، تَعِبْنا طَوالَ اللَّيلِ ولَم نُصِبْ شَيئًا". حتّى أنّه كان رحومًا معي أكثر منه مع تلاميذه، فأمسك الرّب يسوع الشِّباك بنفسه ورماها وسحبها مليئة بالسمك... لقد جعلني صيّادة نفوس؛ فشعرت برغبة كبيرة في العمل على اهتداء الخطأة... كما أنّ صراخ الرّب يسوع على الصليب كان يدوّي أيضًا باستمرار في قلبي: "أَنا عَطْشان" (يو 19: 28). كانت هذه الكلمات تشعل في داخلي حماسة مجهولة وقويّة جدًّا. كنت أريد أن أسقي حبيبي كما كنت أشعر بأنّ عطش النفوس يلتهمني.

بغية إثارة حماستي، أراني الربّ بأنّ رغباتي ممتعة بالنسبة إليه. سمعتُ عن مجرم كبير حُكم عليه بالإعدام لارتكابه جرائم مريعة، وكان كلّ شيء يدلّ على أنّه سيموت في الخطيئة. كنت أريد منعه من الذهاب إلى الجحيم مهما كلّف الأمر... كنت أشعر في أعماق قلبي بأنّه سيتمّ تلبية هذه الرغبات، لكن بغية اكتساب الشجاعة الكافية للاستمرار بالصلاة من أجل الخطأة، قلت لله إنّني متأكّدة من أنّه سيغفر للمسكين (برانزيني)، ومن أنّني سأصدّقه حتّى لو لم يعترف ولم يتلفّظ بأيّ كلمة ندم، وذلك نتيجة ثقتي الكبيرة برحمة الرّب يسوع اللامتناهية، لكنني كنت أطلب منه إشارة توبة لمواساتي فحسب. تمّت الاستجابة حرفيًّا لصلاتي!

منذ هذه النعمة الفريدة من نوعها، بدأت رغبتي في إنقاذ النفوس تزداد يومًا بعد يوم؛ بدا لي أنّني أسمع الرّب يسوع يقول لي كما للمرأة السامريّة: "اِسْقيني!" (يو 4: 7). كانت عملية تبادل للحبّ حقيقيّة؛ للنفوس، كنت أقدّم دم الرّب يسوع. وللرّب يسوع، كنت أقدّم هذه النفوس نفسها التي أنعشتها قطرات الندى الإلهيّة. هكذا، بدا لي أنّني كنت أرويه، وكلّما كنت أسقيه، كلّما كان عطش نفسي المسكينة يزداد، وكان هذا العطش المتّقد الذي يشعرني به بمثابة شراب محبّته اللذيذ.