سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

تأمّلات في قلب يسوع الأقدس

أتصوّر المسيح ربنا أمامي، موضوعاً على الصليب، فأسأله كيف أنّه – هو الخالق – بلغ به الأمر أن صار إنساناً، وكيف بلغ به الأمر أن انتقل من الحياة الأبدية إلى الموت الزمني، إلى الموت من أجل خطاياي. وأنظر إلى نفسي أيضاً: ما فعلته في سبيل المسيح وما أفعله في سبيل المسيح، وما يجب أن أفعله في سبيل المسيح. وأخيراً، إذ أراه في هذه الحالة معلقاً على الصليب، أفكر في ما يبدو لخاطري. (ر.ر ٥٣).

يوحنا 19: 31-37


وإِذْ كَانَ يَوْمُ التَّهْيِئَة، سَأَلَ اليَهُودُ بِيلاطُسَ أَنْ تُكْسَرَ سِيقَانُ الـمَصْلُوبِينَ وتُنْزَلَ أَجْسَادُهُم، لِئَلاَّ تَبْقَى عَلى الصَّليبِ يَوْمَ السَّبْت، لأَنَّ يَوْمَ ذـلِكَ السَّبْتِ كَانَ عَظِيمًا. فَأَتَى الـجُنُودُ وكَسَرُوا سَاقَي الأَوَّلِ والآخَرِ الـمَصْلُوبَينِ مَعَ يَسُوع. أَمَّا يَسُوع، فَلَمَّا جَاؤُوا إِلَيْهِ ورَأَوا أَنَّهُ قَدْ مَات، لَمْ يَكْسِرُوا سَاقَيْه. لـكِنَّ وَاحِدًا مِنَ الـجُنُودِ طَعَنَ جَنْبَهُ بِحَرْبَة. فَخَرَجَ في الـحَالِ دَمٌ ومَاء. والَّذي رَأَى شَهِدَ، وشَهَادَتُهُ حَقّ، وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَقُولُ الـحَقَّ لِكَي تُؤْمِنُوا أَنْتُم أَيْضًا. وحَدَثَ هـذَا لِتَتِمَّ آيَةُ الكِتَاب: "لَنْ يُكْسَرَ لَهُ عَظْم". وجَاءَ في آيَةٍ أُخْرَى: "سَيَنْظُرُونَ إِلى الَّذي طَعَنُوه".

أشَعْيَا 53: 4 - 5، 7


لَكِنَّهُ حَمَلَ أَحْزَانَنَا وَتَحَمَّلَ أَوْجَاعَنَا، وَنَحْنُ حَسِبْنَا أَنَّ الرَّبَّ قَدْ عَاقَبَهُ وَأَذَلَّهُ، إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ مَجْرُوحاً مِنْ أَجْلِ آثَامِنَا وَمَسْحُوقاً مِنْ أَجْلِ مَعَاصِينَا، حَلَّ بِهِ تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا، وَبِجِرَاحِهِ بَرِئْنَا.(...). ظُلِمَ وَأُذِلَّ، وَلَكِنَّهُ لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ، بَلْ كَشَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ.

القديس أغسطينوس، عظات حول إنجيل يوحنا، 120، 2-3.


يستخدم الإنجيليّ كلمة اختارها بعناية: لا يقول "ضرب" أو "جرح" جنبه، أو أيّ شيء آخر، ولكن : "فتح (طعن) جنبه"، ليفسّر لنا بطريقة معيّنة أنّ باب الحياة فُتِح في هذا الموضع الذي منه سالت أسرار الكنيسة التي بدونها لا ندخل إلى الحياة التي هي الحياة الفعليّة… الذي رأى، يقول، شاهد على ذلك، وشهادته صحيحة، ويعرف أنّه يقول الحق حتى تؤمنوا مثله. لا يقول: "حتى تعرفوا مثله"، ولكن "حتى تؤمنوا"، لأن الذي رأى يعرف، والذي لم يرى يجب أن يؤمن بشهادته. أن تصدّق يقوي الإيمان أكثر من أن ترى: ماذا يعني أن أؤمن غير إعطاء مصداقيّة؟"

شارل يسوع، كتابات روحيّة جديدة، 1950، ص. 109.


كم تحبنا، يا قلب يسوع!... أردت أيضًا أن تنفتح عليهم وأن تنجرح بعد موتك؛ أردت أت تحمل إلى الأبد هذا الجرح كرمزٍ لمحبتك، كرمزٍ لقلبك المنفتح دائماً على كلّ ذي نفسٍ حيّةٍ، مستعدٌ دائماً لاستقبالهم، لمسامحتهم ولحبهم....
لكلّ واحد منّا، للكلّ، حتى لغير المستحقين، قلبك منفتح؛ لكلّ واحد منّا، للكلّ من طعن قلبك! إنّك تحب كلّ إنسان، وتدعوهم كلّهم إليك، وتعطيهم السلام حتى الرمق الأخير. هذا ما تقوله لنا، هذا ما تصرخه إلى أبد الآبدين من فمك المنفتح على قلبك، يا يسوع الحنون!

يوحنا 13: 21-26 21: 20-21


لَمَّا قَالَ يَسُوعُ هـذَا، اضْطَرَبَ بِالرُّوحِ وشَهِدَ وقَال: "أَلـحَقَّ الـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُم سَيُسْلِمُنِي". فَأَخَذَ التَّلامِيذُ يَنْظُرُونَ بَعْضُهُم إِلى بَعْض، حَائِرينَ لا يَدْرُونَ عَمَّن يَتَكَلَّم. وكَانَ أَحَدُ التَّلامِيذ، ذَاكَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّه، مُتَّكِئًا في حِضْنِ يَسُوع. فَأَشَارَ إِلَيْهِ سِمْعَانُ بُطْرُسُ أَنْ يَسْأَلَ يَسُوعَ عَمَّن يَتَكَلَّم. فَمَالَ ذَاكَ التِّلْمِيذُ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وقَالَ لَهُ: "مَنْ هُوَ، يا رَبّ؟". أَجَابَ يَسُوع: "هُوَ مَنْ أُنَاوِلُهُ اللُّقْمَةَ الَّتي أَغْمِسُهَا". ثُمَّ غَمَسَ اللُّقْمَةَ ونَاوَلَ يَهُوذَا بْنَ سِمْعَانَ الإِسْخَريُوطيّ. وَالتَفَتَ بُطْرُس، فَرَأَى التِّلْمِيذَ الَّذي كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ يَتْبَعُهُمَا، وهُوَ الَّذي مَالَ عَلى صَدْرِ يَسُوعَ وَقْتَ العَشَاءِ وقَالَ لَهُ: يَا رَبّ، مَنْ هُوَ الَّذي يُسْلِمُكَ. فَلَمَّا رَآهُ بُطْرُسُ قَالَ لِيَسُوع: "يَا رَبّ، وهـذَا، مَا يَكُونُ لَهُ؟".

متى 11: 28-29


تَعَالَوا إِليَّ يَا جَمِيعَ الـمُتْعَبِينَ والـمُثْقَلِينَ بِالأَحْمَال، وأَنَا أُريْحُكُم. إِحْمِلُوا نِيْري عَلَيْكُم، وكُونُوا لي تَلاميذ، لأَنِّي وَدِيعٌ ومُتَواضِعُ القَلْب، فَتَجِدُوا رَاحَةً لِنُفُوسِكُم.

نشيد الأناشيد 8: 6-7

إِخعَلْني كخاتَمٍ على قَلبِكَ كخاتَمً على ذِراعِكَ فإِنَّ الحُبَّ قَوِيٌّ كالمَوت والهَوى قاسٍ كمَثْوى الأَمْوات سِهامهُ سِهامُ نار ولَهيبُ الرَّبّ المِياهُ الغَزيرةُ لا تَستَطيعُ أَن تُطفِئَ الحُبّ والأَنْهارُ لا تَغمُرُه ولَو بَذَلَ الإنسان كُلَّ مالِ بَيته في سَبيلِ الَحُبّ لاْحتُقِرَ اْحتِقارًا.

القديسة مارغريت-مريم، السيرة الذاتيّة، رقم 53.


حين أكون أمام القربان المقدّس، أجد المزيد من المتعة، لأنّ الاعمال التي يعطونيّ إياها لا تترك لي أبداً فرصة للترفيه، أغرق في هذا الحضور الإلهيّ، لدرجة أنني أنسى ذاتي والمكان الذي أنا فيه، واستسلم لهذا الروح الإلهيّ، مسلّماً قلبي لقوّة حبّه.
يجعلني أرتاح طويلاً على صدره الإلهيّ، حيث يكشف لي عجائب حبّه وأسرار قلبه المقدس التي حجبها دائماً عني، يفتحه لأولّ مرّة لي. ولكن بطريقة فيها من العطف والاحساس، بحيث لا تترك أيّ مجال للشك، للتأثيرات التي تتركها هذه النعمة فيّ.
يقول لي: "إنّ قلبي الإلهي شغوفٌ بحب الناس، وبك أنت بالأخصّ، لدرجة أنّه لم يعد يستطيع الاحتفاظ لنفسه بلهيب المحبة المتّقد، بل هو بحاجة لنشره (...)
يطلب قلبي بعدها، الذي أترجاه أن يأخذه، وهذا ما يحصل فيضعه في قلبه البديع، فيريني إيّاه كذرّة صغيرة تذوب في هذا الفرن الناري، بعدها يعيده كلهيب نار على شكل قلب، ويضعه في المكان الذي أخذه منه قائلاً: "هذا هو حبيبتي، تعهّد ثمين من حبيّ، يحفظ فيك شعلة صغيرة من اللهيب المتقد، يكون قلبك ويضمحل فيك حتى الرمق الأخير…

يوحنا 7: 37-39


وفي آخِرِ أَيَّامِ العِيدِ وأَعْظَمِهَا، وَقَفَ يَسُوعُ وهَتَفَ قَائِلاً: "إِنْ عَطِشَ أَحَدٌ فَلْيَأْتِ إِليَّ. وَالـمُؤْمِنُ بِي فَلْيَشْرَبْ، كَمَا قَالَ الكِتَاب: مِنْ جَوْفِهِ تَتَدَفَّقُ أَنْهَارُ مَاءٍ حَيّ". قَالَ هـذَا عَنِ الرُّوحِ الَّذِي كَانَ الـمُؤْمِنُونَ بِهِ مُزْمِعِينَ أَنْ يَقْبَلُوه. فَالرُّوحُ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ أُعْطِيَ، لأَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَكُنْ بَعْدُ قَدْ مُجِّد.

خروج 17: 1-7


ثُمَّ رَحَلَت جَماعةَُ بَني اسرائيلَ كُلُّها مِن بَرِّيَّةِ سين مَرحَلَةً مَرحَلَة على حَسَبِ أَمرِ الرَّبّ، وخَيَّموا في رَفيديم. ولَم يَكُنْ هُناكَ ماءٌ يَشرَبُه الشَّعْب. فخاصَمَ الشَّعبُ موسى وقال: (( أَعْطونا ماءً نَشرَبُه )). فقالَ لَهم موسى: (( لِماذا تُخاصِموَنني ولماذا تُجَربونَ الرَّبّ؟ )) وعَطِشَ هُناكَ الشَّعبُ إِلى الماء وتَذَمَّرَ على موسى وقال: (( لِماذا أَصعَدتَنا مِن مِصرَ؟ أَلِتَقتُلَني أَنا وبَنِيَّ ومَواشِيَّ بِالعَطَش؟ )) فصَرَخَ موسى إِلى الرَّبِّ قائلاً: (( ماذا أَصنَعُ إِلى هذا الشَّعْب؟ قَليلاً وَيرجُمُني )). فقالَ الرَّبُّ لِموسى: (( مُرَّ أَمامَ الشَّعْب وخُذْ مَعكَ مِن شُيوخِ إِسْرائيلَ وعصَاكَ الَّتي ضَرَبتَ بِها النَّهر، خُذْها بِيَدِكَ وآذهَبْ. ها أَنا قائِمٌ أَمامَكَ هُناكَ على الصَّخرَةِ (في حوريب) فَتضرِبُ الصَّخَرة، فإِنَّه يَخرُجُ مِنها ماءٌ فيَشرَبُ الشَّعْب )). ففَعَلَ موسى كذلكَ على مَشهَدِ شُيوخِ إِسْرائيل. وسَمىَّ ذلكَ المَكانَ (( مَسَّة ومَريبة )) بِسَبَبِ مُخاصَمةِ بَني إِسْرائيلَ وتَجرِبَتِهم لِلرَّبِّ قائلين: (( هَلِ الرَّبُّ في وَسْطِنا أَم لا؟ )).

حزقيال 47: 1-12


ورَجَعَ بي إِلى مَدخَلِ البَيت، فإذا بِمِياهٍ تَخرُجُ مِن تَحتِ البَيتِ نَحوَ الشَّرْق، لأَنَّ وَجهَ البَيتِ نَحوَ الشَّرق، والمِياهَ تَنزِل مِن تَحتُ مِن جانِبِ البَيتِ الأَيمَنِ عن جَنوبِ المَذبَح. وخَرَجَ بي مِن طَريقِ بابِ الشَّمال، ودارَ بي في الطَّريقِ الخارِجِيِّ إِلى البابِ الخارِجِيِّ المُتَّجِهِ نَحوَ الشَّرْق، فإِذا بِالمِياهِ تَجْري مِنَ الجانِب الأَيمَن. ولَمَّا خَرَجَ الرَّجُلُ نَحوَ الشَّرْق، كانَ بِيَدِه حَبْل، فقاسَ أَلفَ ذِراعٍ وعَبَرَ بيَ المِياه، فوَصَلَتِ المِياهُ إِلى الكَعبَين. ثُمَّ قاسَ ألفًا وعَبَرَ بيَ المِياه، فوَصَلَتِ المِياهُ إِلى الرّكبَتَين. ثُمَّ قاسَ أَلفًا وعَبَرَ بي، فوَصَلَتِ المِياهُ إِلى الوَسَط. ثُمَّ قاسَ أَلفًا فإِذا بِنَهرٍ لم أَقدِرْ على عُبورِه، لأَنَّ المِياهَ صارَت طاغِيَة، وكانَت مِياهَ سِباحَةٍ ونَهرًا لا يُعبَر فقالَ لي: "أَرَأَيتَ يا ابنَ الإنْسان؟ ". وذَهَبَ بي ورَجَعَ إِلى شاطِئ النَّهر. ولَمَّا رَجَعتُ، إِذا على شاطِئ النَّهرِ أَشْجاٌر كَثيرةٌ جِدًّا مِن هُنا ومِن هُناك. فقال لي: "إِنَّ هذه المِياهَ تَخرُجُ نَحوَ المِنطَقَةِ الشَّرقِيَّة، وتَنزِلُ إِلى العَرَبَة وتتَجِهُ إِلى البَحْر. وحين تَنصَبُّ المِياهُ في البَحرِ تُصبِحُ مِياهُه طَيِّبَة. وكُلّ نَفْسٍ حيَةٍ تَدِبُّ حَيثُ يَبلُغُ مَجْرى النَّهرِ تَحْيا، ويَكونُ السَّمَكُ كَثيرًا جِدًّا، لأَنَّ هذه المِياهَ تَبلُغ إِلى هُناكَ وتُصبحُ طَيِّبَة، فكُلُّ ما يَبلُغ إِلَيه النَّهرُ يَحْيا. ويَقِفُ على الشَّاطِئ الصَّيَّادون مِن عَينَ جَدْيَ إِلى عَينَ عَجَلائيم، فيَكونُ مَنشرًا لِلشِّباك، ويَكون سَمَكُه على أَصْنافِه كسَمَكِ البَحرِ العَظيم كَثيرًا جدًّا. أَمَّا مُستَنقَعاتُه وبِرَكُه فلا تصبح طَيِّبَة،َ بل تُحفَظُ للملْح وعلى النَّهرِ على شاطِئِه أن هُنا ومِن هُناكَ يَنبُتُ كُلُّ شجَرٍ يُؤكَل، ولا يَذبُلُ وَرَقُه ولا يَنقَطِع ثَمَرُه، بل كُلَّ شَهرٍ يُؤتى بَواكير، لأَنَّ مِياهَه تَخرُج مِنَ المَقدِس، فيَكونُ ثَمَرُه لِلطَّعامِ ووَرَقه لِلعِلاج".

القديسة فوستين، الكتاب الصغير، رقم 47، 299، 1747.


في ليلةٍ، كنت فيها في غرفتي، رأيت يسوع لابسًا رداءً أبيض، رافعًا يده ليبارك، واليد الثانية تلمس رداءه عند صدره. يخرج من الرداء المفتوح عند الصدر شعاعان، الأول لونه أحمر والثاني شاحب وباهت...
يدل الشعاعان على الدم والماء: الشاحب يرمز للماء، الذي يطهّر النفوس، والشعاع الأحمر يرمز للدم، الذي هو حياة النفوس. يفيض هاذان الشعاعان من أحشاء رحمتي، حيث أنّ قلبي، بعد نوبة الألم على الصليب، طُعن بحربة.
سمحت، بحبٍّ لا يصدّق أن يُفتح جنبك الطاهر، وأن تتدفق شلالات دم وماء من قلبك. هذا النبع الحيّ لرحمتك.