English

سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

كلامُ الربّ

 

 

ذهب الرّب يسوع إلى المجمع في كفرناحوم وشرعَ يُعلِّم. فتعجّب الناس من تعليمه، لأنّه لم يكن يُعلِّم كالكتبة ولكن كصاحب سُلطان. لم يقلْ مثلاً: "كلامُ الربّ!" أو "هكذا يقولُ الذي أرسَلَني". بل كان يتكلّم باسمه الشخصي: هو الذي تكلّم سابقًا على لسان الأنبياء. كان من المهمّ أن ينطقَ استنادًا إلى نصٍّ مثل "لقد كُتبَ..." والأهمّ أيضًا أن يكون قد أُعلِنَ، باسم الربّ، "كلام الربّ!"، ولكنّه أمرٌ مختلف أن يُعلن مؤكّدًا، كما فعل يسوع شخصيًّا، "الحقّ الحقّ أقول لكم!..." فكيف تجرؤ أنتَ أن تقول: "الحقّ الحقّ أقول لكم!"، إن لم تكن أنتَ ذاك الذي أعطى الشريعة وتكلّم على لسان الأنبياء؟...  "لقد أُعجِبَ الناس بتعليمه". ما هو الجديد في تعليمه؟ وما هو المبتَكَر؟ لم يُعلِنْ سوى ما كان قد أعلنه على لسان الأنبياء. ولكنّ الجماهير كانت مندهشة، لأنّه لم يكن يعلِّم على طريقة الكتبة. بل كمَنْ له السلطان؛ كربٍّ وليس كمعلِّم. لم يكن يتكلّم مُستنَدًا إلى مَنْ هو أعظم منه. لا، بل كان مصدر الكلمة التي يتلفّظ بها. إنّ لهجة تعليمه ليست إلاّ دليلٍ على أنّه حاضرٌ هو، ذاك الذي تكلّم على لسان الأنبياء: "لأنّي أنا القائل: هاءَنَذا حاضرٌ!" (راجع إش 52: 6)... لذلك نهرَ الرّب يسوعُ الشيطانَ الذي تكلّم من خلال الممسوس، في مجمع كفرناحوم قائلاً: "اسكُتْ واخرجْ من هذا الرجل"، ممّا يعني: "اخرجْ من بيتي؛ ما لكَ بما هو منزلي؟ أنا مَنْ يريد الدخول. اسكُتْ واخرجْ من هذا الرجل وارحَلْ عن هذا البيت الذي أُعِدَّ لي... الله يريدُه. اترُكْ الإنسان؛ فهو مُلكٌ لي. لا أريدُ أن يكون مُلكًا لكَ. أنا أسكنُ الإنسان؛ فهو جسدي. انصرفْ!"