اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

"مَن سَقى أحدَ هؤلاء الصغار، ولو كأسَ ماءٍ باردٍ لأنّه تلميذ، فالحقَّ أقولُ لكم إنّ أجرَه لن يَضيع"

 


قالَ الرّب يسوع: "كنتُ غريبًا فآوَيتُموني" (متّ 25: 35). وقالَ أيضًا: "كلّما صَنعتُم شيئًا من ذلكَ لواحدٍ من إخوتي هؤلاء الصغار، فَلي قد صَنعتُموه" (مت 25: 40). وبما أنّه مؤمن وأخ، حتّى لو كان صغيرًا، فإنّ الرّب يسوع المسيح يدخلُ معه. افتَحْ منزلَكَ واستَقبلْه. "مَن قَبِلَ نبيًّا لأنّه نبيّ، فأجرَ نبيّ ينال". هذه هي المشاعر التي يجب أن تَنتابَنا عندما نستقبلُ الغرباء: اللهفة، والفرح والكرم. فالغريب يكون دائمًا خجولاً. وإن لم يستقبلْه مُضيفه بفرح، فهو سيَنسحبُ نتيجة الشعور بأنّه مُحتقَر. فإنّ استقباله على هذا النحو المُهين، لهو أسوء بكثير من عدم استقباله على الإطلاق.

إذًا، فليكنْ منزلكَ مكانًا حيث يجدُ الرّب يسوع المسيح مسكنًا له. قُلْ لنفسكَ: "هذه هي غرفة الرّب. هذا هو المسكن المخصَّص له". وحتّى لو كان المسكن متواضعًا جدًّا، فإنّ الرّب يسوع لن يحتقرَه. فالرّب يسوع المسيح عريانٌ وغريب؛ وهو لا يحتاج سوى إلى سقف. قدِّمْ إليه ذلك على الأقل؛ لا تكنْ قاسيًا وغير إنسانيّ. أنتَ الذي تظهر لهفة كبيرة للممتلكات الماديّة، لا تكن فاترًا أمام ثروات الروح... أنتَ الذي تخصِّص موقفًا لعربتك، أيُعقَل ألاّ يجد الرّب يسوع المسيح المشرّد مكانًا عندكَ؟ كان إبراهيم يستقبلُ الغرباء حيث كان يقيم. وكانَتْ زوجته تعاملُهم وكأنّها الخادمة، وهم الأسياد. ولم يدركْ أيّ منهما أنّه كان يستقبلُ الرّب يسوع المسيح والملائكة. فلو علما بذلك، لَتَخلّيا عن كلّ ما كانا يملكانه. ونحن الذين نستطيع أن نتعرّفَ إلى الرّب يسوع المسيح، فَلنُظهرْ لهفةً أشدّ من اللهفة التي عبّرا عنها حين استقبلا بشرًا فحسب.