سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

كيف لنا ان نعيش زمن المجيء، ونستعد لميلاد المسيح

 


كيف لنا ان نعيش زمن المجيء، ونستعد لميلاد المسيح، ونتفاعل مع هذا الحدث العظيم؟ ان هذا الزمن يدعونا الى السهر والصلاة، والتأمل بمجيء المسيح حاملا معه الحب والحنان والنور والرحمة والحياة، كما يدعونا للتأمل بكيفية استقبال المسيح في قلوبنا، وامتلاكه في حياتنا حيث لدية الرحمة والخلاص، وهذا يحتم علينا ان نخلع عنا اعمال الظلام، ونلبس سلاح النور ونسير سيرة كريمة خالية من الفاحشة والفجور والخصام والحسد وغيره كما يقول القديس بولس.

ان زمن المجيء يحتم علينا ايضا ان نكون ساهرين متيقظين، وحذرين مستعدين، ومستشعرين عودة ربنا يسوع مسارعين الى التوبة وعمل البر، وعيش حياة المصالحة ومحبة القريب وعندها تسمو نفوسنا الى الاعالي وندخل في علاقة حميمة مع الرب فلا نخزى، ولا يشمتن بنا الاعداء، فنسلك في نور الرب، فيجود علينا بخيره وبركاته، وتجود علينا الارض بالثمار الوافرة.

هل سنعيش زمن المجيء بكل ابعاده، فنعد طريق الرب ونجعل سبله قويمة؟ هل سنعمل بما أتتنا به الكتب من الصبر والعزاء واتفاق الاراء، وتقبل بعضنا البعض كما يشاء المسيح؟ هل سننأى جانبا في هذا الزمن على الاقل عن شؤون الدنيا، ونحول مسيرتنا الى لقاء الرب الاّتي مخلصنا ومخلص الامم، ونسمع جلال صوته فتفرح قلوبنا؟ هل ننهض ونقف في الاعالي منتظرين المسرة الوافدة علينا من عند الرب الهنا؟ هل نلبي دعوة يوحنا المعمدان ونتوب ونتجدد استعدادا لقبول المسيح ملك الرحمة والحب والحياة؟.

اننا نتطلع في زمن المجيء الى مولدك ايها الرب يسوع، لنفرح بك دائما كما تفرح البرية والقفر وتبتهج البادية وتزهر كالورد، وسيكون فرحنا ابديا وسرورنا دائما، لانه ستنهزم عنا الحسرة والتأوه والخوف، بفضل مكافأة الله الحاضرة بتجسد يسوع الاّتي لخلاصنا، فتعال ايها الرب يسوع واملك من البحر الى البحر ومن النهر الى اقاصي المعمور، وأرنا رحمتك وهب لنا خلاصك، فان مجيئك يعني انصاف المظلومين، واطعام الجائعين، واخلاء سبيل المعتقلين، وفتح عيون المكفوفين، وتقويم المنحنين، وحفظ الغريب، وتأييد الارملة واليتيم وانقاذ المسكين المستجير والبائس الذي ليس له نصير والاشفاق على الكسير والفقير.

سنصبر الى يوم مجيئك يا رب كما يصبر الحارث منتظرا غلة ارضه الثمينة، ولا يتذمر بعضنا على بعض لئلا ندان مقتدين بالانبياء الذين تكلموا باسم الرب في جلدهم وصبرهم، ولن تفزع قلوبنا، ولن نخف، لانك اّت لخلاصنا وتحريرنا من قيود ذنوبنا، وستنير ابصارنا وتزيل من قلوبنا الحيرة والاضطراب، وننال منك البركات والصلاح وفيض النعمة والخلاص.

اقطري ايتها السموات من فوق، ولتمطر الغيوم الصديق، لتنفتح الارض ولتثمر الخلاص، فسيأتي الرب ملك المجد، فان العذراء ستحمل فتلد ابنا يسمونه عمانوئيل اي الله معنا، فلما جاء ملؤ الزمان، أرسل الله ابنه، وقد ولد من امرأة وكان خاضعاً للشريعة، ليحرر بالفداء أولئك الخاضعين للشريعة، فننال جميعاً مقام أبناء الله، فلم نعد عبيدا بعد، بل ابناء ووارثين ايضا، وعليه فلندخل الزمن الاول من ازمنة هذه السنة بكامل الحذر والسهر والصلاة والتوبة والرجاء، متحدين روحيا مع مريم العذراء سيدة المجيء، واضعين ايدينا بيديها المباركتين لندخل بفرح في هذا الزمن الجديد من النعمة التي يمنحها الله لكنيسته ولخير البشرية جمعاء، وخاضعين لعمل الروح القدس، لكي يقدسنا إله السلام كلياً، وتصبح الكنيسة علامة وأداة رجاء لجميع البشر.

واخيرا لنشهد للمسيح، فنخسر حياتنا لنجدها، ونغفر بدل ان ننتقم، ونحب الذين لا يحبوننا، ونخدم ولا نتسلط، ولا ندين الاخرين، ونجد السعادة حتى في فقرنا والامنا، ونعرف ان من اتضع ارتفع، فاذا فعلنا ذلك نكون قد استقبلنا زمن المجيء وسيد المجيء كما ينبغي الاستقبال، وبذلك نلبي دعوة يسوع للملكوت.