سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

العذراء سيدة فاطيما بالبرتغال

 

"يا إلهي أنا أؤمن بك واعبدك ورجائي فيك واحبك. أطلب منك العفو لأولئك الذين لا يؤمنون بك ولا يعبدونك ولا رجاء لهم فيك ولا يحبونك". لنصلي هكذا كما صلى الاطفال الثلاثة وراء ملاك السلام الذين ظهر لهم في البرتغال لاول مرة عام 1916 معلما اياهم باستخدام الامثلة كيفية الصلاة وكيفية تبجيل الرب في صلاتهم.

كما ظهر لهم ثانية معلنا لهم انه الملاك الحارس للبرتغال وحثهم على الصلاة، وان يقدموا صلواتهم وقرابينهم باستمرار لله الأكثر علوا كعمل إصلاحي للخطايا، وكالتماس لهداية الخطأه، ومن اجل السلام، وان يتحملوا كل عناء، ويقدموا التضحيات في سبيل الرب بصبر وخضوع.

ثم ظهر لهم الملاك مرة ثالثة في خريف نفس السنة وأعطاهم القربان المقدس، وشرح لهم كيفية تناول جسد المسيح في القربان المقدس فركع الأطفال الثلاثة للتناول، فأُعطيَت لوسي خبز القربان المقدّس على اللسان وشارك الملاك دم المسيح وهو خمرة كأس القربان بين فرانسيسكو وجاسِنتا ولقد كانت ظهورات الملاك مقدمة لظهورات العذراء.

ان ظهورات العذراء عليها السلام في فاطيما بالبرتغال بالفترة الممتدة من ربيع عام 1916 لغاية السابع عشر من شهر تشرين الاول عام 1917 ليست وهما او شائعة او خيالا، بل انها ظهورات واحداث حقيقية تاكد منها الاطفال الثلاثة الرعاة فرانسيسكو ماركوس وجاسنتا ماركوس ولوسي دوي سانتوس، كما وقف عشرات الالاف على معجزة الشمس وقد دونت كبريات الصحف الموثوقة الاحداث في حينها، وسوف احاول تلخيص تلك الظهورات لسيدة المريمات وسيدة بنات حواء وفخر ادم وابنة الله المحبوبه عليها السلام بلا ملل.

الظهور الاول لمريم العذراء في فاطيما بالبرتغال

ظهرت العذراء في الثالث عشر من شهر ايار لعام 1916 عل شكل وميض من الضؤ وبعده شاهد الاطفال الثلاثة سيدة فوق شجرة سنديان مرتدية ثوبا ابيض وتشع وهجا اكثر من الشمس احاط بهم لقربهم من المكان قائلة لهم: لا تخافوا فلن اؤذيكم واني جئت من السماء واطلب منكم ان تأتوا الى هنا في الثالث عشر من كل شهر من الشهور الستة القادمة وفي نفس الوقت، وعندها سأعلمكم من انا وما اريدة، ثم ساّتي للمرة السابعة، ولقد دار حوار جميل في هذا الظهور بين لوسيا وهذه السيدة حول اي من هؤلاء الاطفال سيذهب الى السماء، وعن فتاتين اخريين كانتا قد توفيتا حديثا، حيث أخبرت لوسيا ان الكل سيذهبون الى السماء باستثناء احدى الفتاتين المتوفيتين وان على فرانسيسكو ان يصلى المسبحة الوردية مرات عديدة ليذهب هو الاخر للسماء.

لقد عرف الاطفال الثلاثة العذراء لاول مرة في هذا الظهور، كما اعلمتهم بسبب مجيئها مستفسرة منهم اذا كانوا على استعداد لتقديم انفسهم لله لتحما الالام التي سيعطيها لهم من اجل اصلاح الاثم وهداية الخاطئين وانهم سيعانون كثيرا ولكن نعمة الله ستكون قوتهم وكان جوابهم بالايجاب وأنهم يريدون ذلك، عندها فتحت يديها فخرج منها شعاع من نور قوي دخل في صميم ارواحهم، وبذلك أرتهم انفسهم بالله الذي هو النور الذي دخلهم، ثم ركعوا وصلوا للثالوث الاقدس ولقلبي يسوع ومريم الطاهرين الرحيمين لاجل هداية الخطأة المساكين، وبعدها طالبتهم العذراء بتلاوة الوردية من اجل السلام في العالم ولانهاء الحروب، وتلاوة صلاة خاصة ليسوع لمغفرة الخطايا ولياخذ الى فردوسه كل النفوس التي هي بحاجة اعظم الى رحمته، ثم تحركت العذراء ببطء نحو الشرق.

الظهور الثاني للعذراء في فاطيما

طلبت العذراء في اللقاء الثاني من الأطفال أن يصلّوا المسبحة يومياً. ووعدت بأخذ جاسِنتا وفرانسيسكو الى السماء (الجنة) قريباً. أما لوسيا فسلمتها مهمّة البقاء في هذا العالم لإقامة الصلاة وتكريس نفسها لقلب مريم واعدة إياها بان قلبها النقي سيكون ملجأها والطريق الذي سيقودها الى الله، وفي هذا الظهور منحت السيدة العذراء الأطفال رؤية أخرى لله كاشفةً عن قلبها النقي الذي أحاطت به الأشواك التي تعبر عن الانتهاكات والإهانات التي أحدثتها أخطاء الانسانية، والبحث عن الإصلاح والتكفير لهم.

الظهور الثالث للعذراء في فاطيما

يعتبر هذا الظهور الذي حدث في الثالث عشر من يوليو الأكثر إثارة للجدل، فقد قدمت خلاله العذراء سراً من ثلاثة أجزاء صانه الأطفال بحرارة، دار الجزأين الأولين عن رؤية لجهنم ونبوءة الدور المستقبلي لروسيا وكيفية الاتقاء منه، والذي لا يجب أن يكشف عنه الى أن تكتبه الأخت لوسيا في مذكرتها الثالثة بطلب من المطران في 1941. والجزء الثالث الذي يسمّى عادة بالسر الثالث، قد نقل الى المطران الذي قام بدوره بإرساله دون الاطّلاع عليه الى البابا بيّوس الثاني عشر.

لقد كشفت لوسيّا بعد ذلك أن العذراء مريم أرتهم مشهداً مريعاً لجهنم، مليئة بالشياطين والأرواح الضائعة وسط رعب لا يوصف، قائلة لهم بلطف ان الله يريد ان تعم صلاة قلبي النقي على العالم وتزداد، وان قام الناس بعمل ما أخبرهم به، سينجو الكثيرون وسيعم السلام، وستنتهي الحروب إن توقّف الناس عن تجديف الله. وإن لم يفعلوا ذلك، فخلال تولي الأسقف بيّوس الحادي عشر ستندلع حرب مريعة. وإذا رأيتم في ليلة ضوءاً غير معروف، اعلموا أنها إشارة من الله، سيعطيها ليُعلمكم أنه سيقوم بمعاقبة العالم على أخطائهم. طالبة من روسيا أن تكرّس نفسها لقلبها النقي. وأن يتناولوا القربان المقدّس كل يوم سبت من بداية الشهر كإصلاح وتكفير عن خطاياهم، ولتتحول اليها وليعم السلام الانسانية. أمّا في البرتغال فسيبقى الناس مخلصين، ثم طلبت من لوسيا ان لا تقل ذلك الى أي أحد غير فرانسيسكو، وعندما تقوم بصلاة الوردية، ان تقل بعد كل بيت: "يا يسوع، اغفر لنا خطايانا، ونجنا من نار حهنم........الخ ، ثم سألت لوسيا: هل تريدينني أن أقوم بأي شيء آخر؟ لا أرغب بشيء آخر منك اليوم ثم ابتعدت ببطء نحو الشرق، واختفت في السماء على مسافة بعيدة.

الظهور الرابع للعذراء في فاطيما

في الثالث عشر من أغسطس كان الأطفال حبساء في أوريم، والتي تبعد بضعة كيلومترات من فاطيما. حاولت جاسِنتا تقديم كل ما باستطاعتها لهداية الخطأة، والجدير بالذكر أنه في المرات التي كانت تظهر بها العذراء المقدسة وتذهب كان هناك عشرون ألف شخص في فاطيما يرون ويسمعون صوت رعدٍ ووميضاً متألّقاً من النور في السماء الزرقاء الصافية، وبعدها يبهت لون الشمس ويتحول الجو العام الى الغائم، مع لون أصفر شاحب، بينما تظهر سحابة مضيئة بشكلها الرائع وترفرف فوق شجرة السنديان مكان حدوث الظهورات.

في التاسع عشر من أغسطس ظهرت السيدة العذراء في فاطيما للأطفال في قرية صغيرة بالقرب من فاطيما تسمى فالينوس، ومرة أخرى ظهرت فوق شجرة سنديان.

وقالت لوسي: "ما الذي تتمنّينه منّي؟" فأجابتها السيدة العذراء:"أرغب منك المجيء الى كوفا دا إريا في الثالث عشر من الشهر القادم وإكمال صلاتك للوردية، وسأصنع معجزة في الظهور الأخير، وبذلك يؤمن جميع الناس". "ما الذي يجب علينا صنعه بالمال الذي يتركه الناس في كوفا دا إريا؟" "إن هذا المال مخصّص للاحتفال بيوم سيدة الورديّة، والمتبقي منه سيخصّص لبناء كنيسة". وعندما طلبت لوسيّا من العذراء شفاء بعض الناس السقماء. أجابتها السيدة العذراء: "خلال السنة القادمة سأشفي البعض. صلّوا! صلّوا! كثيراً واجلبوا قرباناً للخطأة، حيث أن العديد من الأرواح ستذهب الى الجحيم لأن لا أحد يقدّم نفسه لها أو يصلي لأجلها. صلّوا!" ثم ارتفعت العذراء مبتعدةً نحو الشرق.

الظهور الخامس للسيدة العذراء في فاطيما

انتشرت شائعات في الثالث عشر من سبتمبر مفادها أن الله سيقوم بفعل شيء خاص في هذا اليوم. وقد علّقت أم لوسي التي كانت في بعض الأحيان تضرب ابنتها ظناً منها أنها تتفوه بالكذب، كل آمالها على هذا النهار. لكن لم يحدث شيئاً يوضح الظهورات، وقد زاد ذلك من وضع لوسي سوءاً في المنزل، لكن لوسي قدمت ألامها الى الله كما علّمتها مريم "يا يسوعي، إني أقدم كل آلامي من أجلك، من أجل محبتك ولإصلاح قلب مريم النقي المحاط بالأشواك ولهداية الخطأة". وقالت السيدة العذراء: "إن الله مسرور من صلواتك، لكنه يريدك أن ترتدي أحزمة الكفارة فقط في الليل". وقام الأطفال بصنع هذه الأحزمة بأنفسهم.

الظهور السادس والأخير للعذراء مريم في فاطيما

في يوم الثالث عشر الماطر من شهر أكتوبر من عام 1917 في فاطيما، ظهرت العذراء الخفية للمرة السادسة والأخيرة على الأطفال، وحضر في تلك الأمسية أكثر من سبعين ألف شخص الى فاطيما، ولم يستطع أحداً رؤيتها سوى الأطفال وصرحت بأنها مريم المقدّسة، وأعلنت للأطفال عن الأسرار الثلاثة وظهورها التالي، فجأة توقّفت الأمطار وانقشع الغيم ليكشف عن الشمس، وبدأت الشمس تدور وكأنها ستقع، وقد صرح بذلك شهود عيان في وقت لاحق، واعتقد الناس بأن نهاية العالم قد حانت إلا أن الشمس قد اتخذت موقعها الطبيعي في السماء، وعرف أن هذه الظاهرة قد حدثت مرتين، وكانت بالفعل معجزة الشمس.

الظهور الذي حدث في العاشر من ديسمبر من عام 1925

في العاشر من كانون الاول من عام 1925، ظهرت القديسة مريم للوسي في بونتيفيدرا، مع طفلها في سحابةٍ من ضوء، وقال الطفل: "استمدّي الرحمة من قلب امك المقدسة، المحاط بالأشواك التي تعبر عن الناس غير الشاكرين الذين ما يزالوا يطعنون قلبها، ويستمرون في عمل ذلك دون أن يزيل أي أحد منهم الأشواك عن طريق العودة الى الله". ثم قالت السيدة العذراء: "ابنتي، انظري الى قلبي المحاط بالأشواك التي وخزني بها الناس غير الشاكرين بلغتهم المجدفة ونكرانهم للجميل، هل تستطيعين إراحتي وتجعليهم يعلمون بأن كل من حضر القداس في أول يوم سبت من كل شهر لمدى خمسة أشهر متتالية، واعترف وتناول القربان المقدس، وصلى الوردية، وقام بتخصيص دقائق ليتفكر بأسرار الوردية سيعوض وسأهبه الرحمة التي هو بحاجة إليها ساعة موته.

الظهور الأخير في السادس من يونيو من عام 1929

بوركت جاسنتا خلال مرضها بظهورات عديدة من القديسة مريم كما حدث مع لوسي أيضاً بالرغم من عدم معرفتنا كيف حدث ذلك نظراً لعدم إفصاح لوسي عن ذلك للجميع، لقد قالت ما طلبت منها السيدة العذراء قوله فقط، وخلال الثلاث سنوات التي كانت تعترف فيها للأب غونكلاف، تعرفوا فيها على بعضهم البعض جيداً، وقد قالت لها السيدة العذراء أن الوقت قد حان للكنيسة لتكرّس روسيا نفسها للعذراء وتعلن الوعد بعودتها الى الرب، وقد طلب كاهن الاعتراف من لوسيا أن تكتب أمنيات سيدتنا العذراء المتعلقة.

البابا في فاطيما

وتكمل لوسيّا حديثها قائلة: "بعد ذلك استلمت تفاصيل أكثر عن سر الثالوث الأقدس، وهو سر لن أقوم بالبوح به". ثم قالت سيدتنا العذراء: "حان الوقت الآن للبابا ليدعو جميع الأساقفة من جميع أنحاء العالم لينضمّوا إليه ليكرسوا روسيا لقلبي النقي، وقد وعد الله بحفظ روسيا إن قاموا بفعل ذلك، وبذلك سَيَدين الله بعدالته الصالحة أرواحاً عديدة بسبب الخطايا التي ارتكبوها بحقّي، ويفسر ذلك سبب طلبي منكم الإصلاح والتكفير، كرسي نفسك للصلاة لهذه الغاية. وقد أقيم احتفال جاسنتا وفرانسيسكو وهم طفلا فاطيما اللذان ظهرت لهما السيدة العذراء، في الثالث عشر من مايو من عام 2000 حينما زار البابا جون بول الثاني المَقام في فاطيما في احتفال خاص، وقد كشف الفاتيكان أيضاً عن السر الثالث.

أُصيب فرانسيسكو وجاسنتا بالحمى الأسبانيّة، وتوفّي فرانسيسكو في الرابع من شهر أبريل من عام 1919 في فاطيما عن عمر يناهز العاشرة بينما توفيت جاسِنتا في العشرين من فبراير من عام 1920 في الساعة العاشرة والنصف بتوقيت غرينتش في ليزبون عن عمر يناهز التاسعة.

أما الأخت لوسي دوس سانتوس، آخر الأطفال الثلاثة التي أعلنت عن رؤيتها للعذراء مريم في 1917 في فاطيما، البرتغال. فقد تُوفّيت في الثالث عشر من فبراير من عام 2005 عن عمر يناهز السابعة والتسعين.

ان ظهورات العذراء ليست غريبة، فقد ظهرت للقديس يوحنا اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس والقمر تحت رجليها وعلى راسها اكليل من اثني عشر كوكبا.

واخيرا ونحن نتأمل في هذه الظهورات وغيرها من الظهورات التي حصلت في اكثر من مكان وزمان في العالم، لنتخذ من مريم ام المسيح أما لنا كما اتخذها يوحنا الحبيب، ولنحييها باجمل التحيات، ولنكرمها كل التكريم، ولنسلم عليها على الدوام، ولتطوبها سائر الاجيال، ولنطلب منها ان تزور بيوتنا، وان تمسح احزاننا وتشفي مرضانا وتخفف الامنا، وان تتشفع فينا عند ابنها الحبيب كما تشفعت باصحاب عرس قانا الجليل والمدعوين.

لنبني بيتنا الروحي فوق الصخر، وليكن خبزنا الحي مدى الحياة، ولنكنز الكنوز في السماء محلقين كلنا بالايمان والحب والرجاء كما علمتنا مريم امنا بوابة الصلاة والسناء والامل الوضاء، ولتكن قلوبنا بيضاء كزينة امنا النقية العذراء، وان يسكب المسيح روحه فينا فلا خوف ولا بغضاء، ساهرين بانتظاره بالحلة الجديدة العصماء، ولتكن حياتنا موصولة بالله فلا انفصال، لتقر عينا امنا البتول ملكة العفة والزهد، جورية السمات وسيدة النجاة وانشودة الامومة النفيسة وروعة الكنيسة.