سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

"إِنَّ أُمّي وَإِخوَتي هُمُ ٱلَّذينَ يَسمَعونَ كَلامَ ٱللهِ وَيَعملونَ بِهِ"

 

قالت حكمة الله، "في هذه كُلِّها التَمَستُ الرَّاحة"؛ وأضافت من بعدها، "فتأَصَّلتُ في نَصيبِ الرَّبِّ، نَصيبِ ميراثِه" (سي 24: 7). إنّ ميراث الرّب، في كلّيته، هو الكنيسة، وبالأخصّ مريم، وهو نفْس كل مؤمن بصفة خاصة... ويتابع النّص: "حينَئِذٍ أَوصاني خالِقُ الجَميع والَّذي خَلَقَني أَقرّ خَيمَتي وقال: أُنصبي خَيمَتَكِ في يَعْقوب" (سي 24: 8). كونها في الواقع بحثت عن الراّحة في كل مكان ولم تجدها في أي مكان، إنّ حكمة الله، كلمته، قد احتفظت أوّلًا كميراث لها بالشّعب اليهودي، الذي "تكلّمت معه وأمرته" عبر موسى... والذي من خلال الخليقة الثّانية هذه أنشأ الهيكل، أُمّ الكنيسة، قد "استراح في خيمته"، في خيمة العهد. والآن في الكنيسة، يستريح في سرّ جسده.

وبما أنّه بحث أيضًا، إن صحّ التعبير، فيما بين كل النّساء عن تلك التي سيولَد منها، فقد اختار على وجه خاص مريم، التي تُدعى منذ ذاك الوقت "مُبَارَكَةٌ فِي النِّسَاءِ"... إنّ الرّب يسوع المسيح، الذي خلقها خليقة جديدة (راجع 2كور 5: 17)، أتى لكي يستريح على صدرها.

إنّ هذه الحكمة تأمر وتتكلّم مع كل نفْس مؤمنة ومختارة سلفًا للخلاص عندما تشاء وكما تشاء. تقوم بذلك إمّا داخليًا بالذّكاء الطبيعي، الذي من خلاله "تُنيرُ كُلَّ إِنْسان آتِياً إِلى العالَم" (يو 1: 9) وبإلهام النّعمة...؛ وإمّا من الخارج عبر العقيدة والخَلق (راجع رو 1: 20)... وإنّ حكمة الله، كلمته، التي تَخلق هذه النّفس وتُكوّنها هكذا "فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ" (أف 2: 10)، تأتي لتستريح في ضميرها.