سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

"رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَني"

 


إنجيل القدّيس لوقا .21-14:4

عَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الجِوَار.
وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.
وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى المَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ.
وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ المَوْضِعَ المَكْتُوبَ فِيه:
"رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ المَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ المَقْهُورِينَ أَحرَارًا، وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ." ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في المَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه. فبَدَأَ يَقُولُ لَهُم: "أَليَوْمَ تَمَّتْ هذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم".

 

"رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَني"

رموز الرُّوح القدس:

إنّ رمز المسح بالزيت يدلّ على الرُّوح القدس، إلى حدّ أنّه أصبح مرادفًا له. وهو، في التنشئة المسيحيّة، العلامة الأسراريّة لسرّ التثبيت، الذي تدعوه بحقّ كنائس الشرق "سرّ الميرون". ولكن، لكي ندرك كلّ قوة تلك المسحة، يجب الرجوع إلى المسحة الأولى التي قام بها الرُّوح القدس: مسحة الرّب يسوع. فكلمة مسيح (وهي لفظة مشتقّة من العبريّة "ماسِّيا") تعني "الممسوح" من روح الله.

لقد كان هناك أناس "ممسوحون" من قِبَل الربّ في العهد القديم، وبنوع خاص الملك داود. ولكنّ الرّب يسوع هو الممسوح من الله بشكل فريد: فالطّبيعة البشريّة التي اتّخذها الابن هي بكاملها "ممسوحة من الرُّوح القدس". فالرّب يسوع قد أقيم "مسيحًا" بالرُّوح القدس. لقد حبلت مريم العذراء بالرّب يسوع بواسطة الرُّوح القدس الذي، وبواسطة الملاك، أعلنه مسيحًا عند ولادته، وحمل سمعان على المجيء إلى الهيكل ليشاهد مسيح الربّ. فهو (أي الرُّوح القدس) الذي ملأ الرّب يسوع المسيح، وقدرته هي التي كانت تخرج من الرّب يسوع لدى قيامه بأعمال الشفاء والخلاص.

وهو الذي أخيرًا أقام الرّب يسوع من بين الأموات. والرّب يسوع إذ ذاك، وقد أقيم بشكل كامل "مسيحًا" في بشريّته المنتصرة على الموت، يفيض بسخاء الرُّوح القدس، إلى أن يكون القدّيسون، في اتّحادهم ببشريّة ابن الله، "هذا الإنسان الكامل (...) الذي يحقّق ملء المسيح": "المسيح الكلّي" بحسب تعبير القدّيس أوغسطينُس.