سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

القديس يعقوب، شاهدٌ للنور

 


كلّ الذين يشاهدون الرّب يسوع لا يتلقّون نوره بالتساوي، إذ إنّ كلّ واحد منهم ينال النور بمقدار طاقته. إنّ عينا جسدنا لا تنيرهما الشمس بالتّساوي دومًا. فكلّما صعدنا إلى أمكنة مرتفعة كلّما شاهدنا من علوّ شروقها، وكلّما اكتشفنا أكثر لمعانها وحرارتها. كذلك حين تصعد نفسنا وترتفع أكثر بالقرب من الرّب يسوع، وتتعرّض أكثر وعن كثب الى لمعان ضيائه، حينها ستصبح مشعّة من ضيائه. إنّ الربّ هو الذي قال ذلك من خلال النبيّ زكريّا: "هكذا قالَ رَبُّ القُوَّات: ارجِعوا إِلَيَّ، يَقولُ رَبُّ القُوَّات، فأَرجِعَ إلَيكم" (زك 1: 3)....

إذًا نحنُ لا نسير كلّنا نحو الرّب بالنهج نفسه، إنّما يسير كل فرد منّا نحوه "على قَدْرِ طاقَتِه"، (راجع مت 25: 15). أو إنّنا نسير نحوه مع الجماهير وهو يغذّينا بالأمثال كي لا تخور قوانا جوعًا في الطريق (راجع مر 8: 3). أو نبقى باستمرار عند قدميه غير مشغولي البال سوى لسماع كلمته دون أن ندع عناياتنا الخدماتيّة الكثيرة تسبّب لنا اضطرابًا (راجع لو 10: 38). دون أيّ شكّ، إن الذين يقتربون منه هكذا سينالون نوره بوفرة.

لكن إذا مكثنا دومًا معه، نظير الرسل، "دون أن نبتعد عنه أبدًا في جميع مِحَنِه" (راجع لو 22: 28) حينها سيشرح لنا خِفيةً ما قاله للجموع وسينيرنا بضياء أوفر (راجع مت 13: 11). أخيرًا إذا وُجِد شخصٌ يستطيع أن يصعد معه الى الجبل كبطرس ويعقوب ويوحنا، فهذا الشخص لا يكون مُنارًا بنور الرّب يسوع المسيح فقط بل بصوت الآب السماوي بالذات.