الرئيسية

 

"إِرجعوا إِلَيَّ بكُلِّ قُلوبِكم وبِالصَّوم والبُكَاءَ والإنتِحاب" (يؤ 2: 12)

 


يتميّز هذا الوقت من السنة الليترجيّة بالرسالة الآتية من الكتاب المقدّس والتي يمكن أن تتلخّص بكلمة واحدة: ... "توبوا"... تدفع رتبة تبريك الرماد المليئة بالإيحاء روحنا نحو الحقيقة الأزليّة التي لا تزول أبدًا، ونحو الله الذي هو البداية والنهاية وسبب وجودنا (رؤ21: 6). ليست التوبة في الحقيقة سوى الرجوع إلى الله، مقدّرين الحقائق الأرضيّة على ضوء حقيقته التي لا تغيب. إنّه تقدير يوصلنا إلى أن نعي بوضوح أكثر بأنّنا لسنا سوى عابري سبيل في وسط التقلّبات المتعبة لهذه الأرض، والتي تدفعنا وتحثّنا على بذل كلّ جهودنا ليقام ملكوت الله فينا ولتنتصر عدالته.

إنّ كلمة "توبة" مرادفة تمامًا لكلمة "إهتداء". يدعونا الصوم إلى تطبيق روح التوبة، ليس بمعناها السلبي، أي الحزن والحرمان، بل في ارتفاع الروح والتحرّر من الشرّ والانفصال عن الخطيئة وعن كل التأثيرات التي يمكن أن تعيق مسيرتنا نحو كمال الحياة. إنّ التوبة كطريقة علاج وإصلاح وتغيير في العقليّة، تستسلم للإيمان والنعمة، ولكنّها تتطلّب في الوقت عينه الإرادة والمجهود والمثابرة. إنّ التوبة هي تعبير عن ارتباط حرّ وكريم باتّباع المسيح.