سجل الزوار

 اضفنا للمفضلة

اتصلوا بنا

الرئيسية

 

انتقال السيدة العذراء الى السماء بالنفس والجسد

 

يطلّ علينا يوم الخامس عشر من آب في كل عام ليذكرنا بأهم أعياد الكنيسة المقدسة والتي نعيّد فيه ونحي ذكرى انتقال العذراء بالنفس والجسد الى السماء.

لقد شهد التقليد المسيحي لهذه العقيدة الإيمانية على مر الأجيال، فلقد انتشر عيد انتقال مريم العذراء إلى السماء في 15 آب منذ القرن الخامس.

البابا بيوس الثاني عشر، رأس الكنيسة الكاثوليكية، بادر في عام 1946 بأخذ آراء الأساقفة الكاثوليك في العالم أجمع بشأن تحديد عقيدة انتقال مريم العذراء بنفسها وجسدها إلى السماء. فتهلل العالم الكاثوليكي بأسره آنذاك وتقبّل معظم أساقفته هذه البادرة البابوية بفرح عظيم. وانصبّ اللاهوتيون على درس هذه المسألة باهتمام بالغ.

وفي الأول من تشرين الثاني 1950 أعلن قداسة البابا بيوس الثاني عشر انتقال العذراء مريم بنفسها وجسدها إلى السماء عقيدة إيمانية: "إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي".

تتفق الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية بانتقال العذراء نفسا وجسدا إلى السماء فبالنسبة للكنيسة الأرثوذكسية موضوع انتقالها إلى السماء نفسا وجسدا هو تقليد أبوي إيماني، وبالنسبة إلى الكنيسة الكاثوليكية هو عقيدة لاهوتية. أما بالنسبة للكنيسة البروتستانتية، فقد اكتفى لوثر بالقول في 15 آب 1522: "لا نستطيع من الإنجيل أن نستنتج طريقة وجود العذراء في السماء ومصير القديسين، بل تكفي معرفتنا أنهم يحيون مع المسيح: (ما كان الله إله أموات بل إله أحياء- متى 22 : 32 )". كتب بولينجر عام 1565: "لنكتف بالإيمان بأن العذراء مريم هي فاعلة الآن في السماء مشتركة في كل السعادة." وكتب عام 1568 " لقد انتقلت بالنفس والجسد في عربة من نار، ولم يدفن جسدها في أية كنيسة بل صعد إلى السماء".

إن مريم بانتقالها إلى السماء تدعونا اليوم لنعيد النظر في نوعية إيماننا وصلاتنا ومحبتنا. إنها تريد أن ننتقل من اليأس إلى الرجاء، من الخطيئة إلى البرارة، من الحقد إلى المسامحة، إنها تدعونا لكي نزيل الحواجز من أعماقنا فننفتح على الله وعلى الآخرين بالمحبة والتسامح والغفران، وخاصة الذين يجمعنا معهم الايمان الواحد، وان لا نجعل من الألفاظ والتعابير الفلسفية واللاهوتية وحتى من الطقوس والمذاهب والقوميات حاجزا يبعدنا ويفرّقنا عن بعضنا بل نتمسّك بما يوحدنا جميعا، جوهر ايماننا الذي لا يختلف عليه مسيحي حقيقي واحد يعيش في العالم.. ألا وهو يسوع المسيح ابن الله مخلص البشرية.. انجيل واحد.. معمودية واحدة.. وذبيحة الهية واحدة تضمنا جميعا الى جسد يسوع السري، الذي يتمثل بكنيسة واحدة، جامعة ومقدسة ورسولية، فنعيش بالمحبة والاخوة ونحقق رغبة يسوع في الوحدة المسيحية الحقيقية الشاملة لنبني معا ملكوت الله على الأرض.