الرئيسية

 

"أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قَويمَة" (لو 3: 4)

 
 

إنجيل القدّيس متّى .12-1:3

في تِلكَ الأَيَّام، ظهَرَ يُوحنَّا المَعمَدان يُنادي في بَرِّيَّةِ اليَهودِيَّةِ فيقول:

"توبوا، قدِ اقتَربَ مَلكوتُ السَّموات".

فهُوَ الَّذي عَناهُ النَّبِيُّ أَشَعْيا بِقَولِه: "صَوتُ مُنادٍ في البَرِّيَّة: أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قويمة".

وكانَ على يُوحنَّا هذا لِباسٌ مِن وَبَرِ الإِبِل، وحَولَ وَسَطِه زُنَّارٌ مِن جِلْد. وكان طَعامُه الجَرادَ والعَسلَ البَرِّيّ.
وكانَتْ تَخرُجُ إِليهِ أُورَشليم وجَميعُ اليهوديَّةِ وناحيةُ الأُردُنِّ كُلُّها،

فيَعتَمِدونَ عَنِ يدِهِ في نَهرِ الأُردُنِّ مُعتَرِفينَ بِخَطاياهم.

ورأَى كثيرًا مِنَ الفِرِّيسيِّينَ والصَّدُّوقيِّينَ يُقبِلونَ على مَعموديَّتِه، فقالَ لَهم: «يا أَولادَ الأَفاعي، مَن أَراكم سَبيلَ الهَرَبِ مِنَ الغَضَبِ الآتي؟

فأَثمِروا إِذًا ثَمَرًا يَدُلُّ على تَوبَتِكم،

ولا يَخطُرْ لَكم أَن تُعلِّلوا النَّفْسَ فتَقولوا: «إِنَّ أبانا هوَ إِبراهيم». فإِنَّي أَقولُ لَكم إِنَّ اللهَ قادِرٌ على أَن يُخرِجَ مِن هذهِ الحِجارةِ أَبناءً لإِبراهيم.

هاهيَ ذي الفَأسُ على أصولِ الشَّجَر، فكُلُّ شجَرةٍ لا تُثمِرُ ثَمرًا طيِّبًا تُقطَعُ وتُلْقى في النَّار.

أَنا أُعمِّدُكم في الماءِ مِن أَجْلِ التَّوبة، وأَمَّا الآتي بَعدِي فهو أَقْوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهْلاً لأَن أَخلَعَ نَعْلَيْه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار.

بيَدِه المِذْرى يُنقِّي بَيْدَرَه فيَجمَعُ قَمحَه في الأَهراء، وأَمَّا التِّبنُ فيُحرِقُه بنارٍ لا تُطْفأ".

 

"أَعِدُّوا طَريقَ الرَّبّ واجعَلوا سُبُلَه قَويمَة" (لو 3: 4)

 كان يوحنّا المعمدان يقول: “كُلُّ وادٍ يُردَم" (لو 3: 5)، ولكن ليس يوحنّا هو مَن ردم كلّ وادٍ، بل الربّ، مخلّصنا... "والطُّرُقُ المُنعَرِجَةُ تُقَوَّم". كلّ واحد منّا كان منعرجًا...، إنّ مجيء الرّب يسوع المسيح الّذي تمّ وصولاً إلى داخل أنفسنا هو الّذي قوّم كلّ ما كان منعرجًا... ما من شيء كان متعذّرًا سواكم. انظروا إلى رغباتكم القديمة المختلّة، إلى شغفكم وميولكم الأخرى السيّئة، إذا ما اختفت: ستفهمون أنّ ما من شيء كان متعذّرًا أكثر منكم أو، في صيغة أكثر تعبيرًا، ما من شيء كان وعرًا أكثر منكم. كان تصرّفكم وعرًا، كانت كلماتكم وأعمالكم وعرة.

 لكنّ ربّي يسوع جاء: لقد مهّد خشونتكم، وحوّل كلّ هذه الفوضى إلى طرق موحّدة ليعمل فيكم طريقًا بلا نتوءات، سويًّا ونظيفًا جدًّا، لكي يتمكّن الله الآب من السير فيكم، ولكي يجعل المسيح الربّ مسكنه فيكم ويستطيع القول: "أنا وأبي نأتي إِلَيه فنَجعَلُ لَنا عِندَه مُقامًا" (يو 14: 23).