اتصلوا بنا

الرئيسية

 

 
 
 

"رُحماكَ، يا ٱبنَ داوُد!"

 

 

 


إنجيل القدّيس مرقس .52-46:10

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، وَبَينَما يَسوعُ خارِجٌ مِن أَريحا، وَمَعَهُ تَلاميذُهُ وَجَمعٌ كَثير، كانَ ٱبنُ طيماوُسُ (وَهُوَ بَرطيماوُسُ) ٱلأَعمى جالِسًا عَلى جانِبِ ٱلطَّريقِ يَستَعطي. *
فَلمّا سَمِعَ بِأَنَّهُ يَسوعُ ٱلنّاصِريّ، أَخَذَ يَصيح: "رُحماكَ، يا ٱبنَ داوُد، يا يَسوع!" *
فَٱنَتَهَرَهُ أُناسٌ كَثيرونَ لِيَسكُت، فَصاحَ أَشَدَّ ٱلصِّياح: "رُحماكَ، يا ٱبنَ داوُد!" *
فَوَقَفَ يَسوع، وَقال: "أُدعوهُ". فَدَعوا ٱلأَعمى، وَقالوا لَهُ: "تَشَدَّد وَقُم! فَإِنَّهُ يَدعوك". *
فَأَلقى عَنهُ رِداءَهُ، وَوَثَبَ وَجاءَ إِلى يَسوع. *
فَقالَ لَهُ يَسوع: "ماذا تُريدُ أَن أَصنَعَ لَكَ؟" قالَ لَهُ ٱلأَعمى: "رابوني، أَن أُبصِر". *
فَقالَ لَهُ يَسوع: "إِذهَب! إيمانُكَ خَلَّصَكَ". فَأَبصَرَ مِن وَقتِهِ وَتَبِعَهُ في ٱلطَّريق. *


"رُحماكَ، يا ٱبنَ داوُد!"

يصوّر لنا الكتاب المقدّس بحقّ هذا الأعمى المتسوّل جالسًا على جانب الطريق، فالحقّ بنفسه قد قال: "أنَا الطَّرِيقُ" (يو 14: 6). وهكذا، فإنّ كلّ مَن يجهل وضوح النّور الأبدي يكون أعمى.

فلو كان هذا الأعمى يؤمن بالمخلّص، فهو يكون جالسًا على جانب الطريق. أمّا إن كان يؤمن به، لكنّه يتغاضى عن طلب النور الأبدي ويهمل الصلاة، فقد يكون هذا الأعمى جالسًا على جانب الطريق من دون أن يتسوَّل. وإنْ كان يؤمن به ويدرك أنّ قلبه أُصيب بالعمى ويصلّي ليحصل على نور الحقّ، يكون بالفعل ذلك الأعمى المتسوّل والجالس على جانب الطريق.

فليصرخ إذًا مَن يدرك ظلام عماه، ومَن يشعر بفقدانه النور الأبدي؛ فليصرخ في أعماق قلبه وبكلّ جوارحه قائلاً: " رُحماكَ، يا ٱبنَ داوُد!".